فرنسا توافق على "منطقة آمنة": أهلاً بتركيا في أوروبا


أكد وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس، والتركي مولود جاويش أوغلو، أن "باريس وانقرة اتفقنا على ضرورة مواصلة مكافحة الارهاب والتنسيق معاً حول هذا الموضوع".

جاء ذلك بعد اجتماعات مكثفة، اليوم الجمعة في باريس، بين وزيري خارجية البلدين، والتي شكلت اللقاء الاول لإطار "التعاون الاستراتيجي الفرنسي ـ التركي"، الذي انطلق بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى تركيا في بداية العام الجاري.

وتوقف فابيوس، عند اتفاقية التعاون التي وقع عليها الوزيران قائلاً إن "هذه الاتفاقية تدل على كثافة علاقاتنا في شتى المجالات وقد بلورنا شراكة شاملة على المدى الطويل بين بلدينا، حول ما ننوي عمله في السياسة والاقتصاد والثقافة".

وأشار الوزيران إلى أن "خطة التحرك هذه هي بمثابة خريطة طريق للعامين المقبلين وتفتح صفحة جديدة كونها تكملة لزيارة هولاند، إلى تركيا".

وشارك في هذا المنتدى الذي عقد في مقر الخارجية الفرنسية عدد من رجال الأعمال الفرنسيين.

وقال فابيوس، إنه "لا أحد يجهل في العالم ماذا يحدث من مأساة في عين العرب الكردية شمالي سورية، ويجب عمل كل شيء لإيقاف الإرهاب".

وشدد فابيوس ونظيره التركي على أن الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) غير كافية، معتبرين أن "نظام الرئيس السوري بشار الأسد، هو الذي يتحمل مسؤولية ما يجري منذ البداية".

وأشار فابيوس، إلى ضرورة تقديم دعم لقوى الاعتدال. وآسف إلى وجود فرنسيين يلتحقون بـ"التنظيمات الإرهابية".

وبدا واضحاً حرص الوزير الفرنسي في المؤتمر الصحافي على عدم إزعاج نظيره واستخدام عبارة "منطقة عازلة"، قائلاً إنه "قررنا أن ندعم مبدأ منطقة آمنة، وإن تنفيذ الفكرة يتطلب تنسيقاً دولياً".

في حين، قال الوزير التركي، إن "الضربات الجوية غير كافية للقضاء على داعش". واستخدم عبارة نريد "منطقة آمنة" وليس منطقة عازلة، وإنما منطقة حظر جوي.

وتحدث جاويش أوغلو، عن موقف بلاده في استقبال النازحين الذي وصل عددهم الى ما يقارب المليون شخص. ولفت إلى أن "هناك ٣٠ ألف طفل ولدوا على الأراضي التركية، ولا يمكن لتركيا وحدها تحمل هذا العبء ويجب أن يعودوا إلى سورية".

وأشار إلى أن "نظام الأسد مسؤول عن سقوط ٢٠٠ ألف شخص وعن أسلحة الدمار الشامل".

وأضاف ان "هذا النظام وشرائحه هو بالخطورة نفسها لداعش". واعترف أن "الضربات الجوية ضد التنظيم غير كافية وأنه ينبغي التحرك ضمن استراتيجية".

كما تناولت المباحثات، وكذلك المؤتمر الصحافي موضوع المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.

وأعلن فابيوس، أن هذه المفاوضات تتقدم ويجب أن تتواصل بشفافية، وقال إن "شعبينا سيدلوان برأيهما في المسألة في المستقبل ويتم تنظيم استفتاء".

بدوره أعرب الوزير التركي عن ارتياحه للتقدم الذي حصل من قبل باريس، ورفع بعض العقبات لكنه دعا في الوقت نفسه إلى مزيد من الانفتاح. وقال "إننا ننتظر إعلان فرنسا أنها لن تعارض فتح بقية الفصول في المفاوضات".

الملفات الاقتصادية والتعاون الثنائي احتلا حيزاً هاماً من اجتماعات الخارجية، واكد الوزيران ضرورة تعزيز هذه العلاقات الجيدة. وقال الوزير التركي، إن "هدفنا أن يصل حجم الاستثمار الى 25.6 مليار دولار".

وتوقف الوزير التركي عند الجالية التركية الكبيرة المقيمة في فرنسا، لافتاً إلى أهميتها واندماجها في المجتمع. وقال إن "البعض من أفراد الجالية موجود في البلديات والمؤسسات وهذا يدل على نسبة الاندماج".

على صعيد آخر، نظمت جمعيات كردية تجمعاً أمام الخارجية الفرنسية ضم عشرات الأشخاص نددوا بالمأساة في عين العرب، منتقدين السلطات الفرنسية لاستقبالها الوفد التركي.

 



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 10/10/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com