مشاورات فلسطينية في الدوحة.. و"المنظمة" تدرس الورقة المصرية -


يجري أعضاء المكتب السياسي لحركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، مشاورات مكثفة ومتواصلة منذ أمس الجمعة، حول الجولة الجديدة من المفاوضات غير المباشرة التي ستنطلق في القاهرة، برعاية مصرية، غداً الأحد، بين الوفد الفلسطيني ووفد الاحتلال الإسرائيلي، للتوصّل الى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وتتكتم أوساط "حماس" على طبيعة المشاورات المتواصلة، والجهات التي يجري التواصل معها، والنتائج التي توصلت إليها، فيما أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" وصول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة "التحرير" الفلسطينية، صائب عريقات، إلى الدوحة للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، للتباحث في الجولة المقبلة للمفاوضات غير المباشرة.

وأشارت المصادر إلى أنه "يجري مباحثات من أجل تثبيت الموقف، وحتى لا تطرأ أي مفاجآت في اللحظات الأخيرة، وبهدف بحث ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة".

وكانت مصادر فلسطينية أخرى قد رفضت تأكيد أو نفي وصول عريقات لـ"العربي الجديد"، كما نفت علمها بزيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الى الدوحة، اليوم.

وكان عضو الوفد المفاوض في القاهرة عن حركة "حماس"، القيادي موسى أبو مرزوق، قد كتب على صفحته الخاصة "فيسبوك": من ينتصر على حدود غزة ويمنع جنود الاحتلال من العبور، ويجبرهم على الانسحاب قبل وقف إطلاق النار، لن يستجيب لشروط الاحتلال على طاولة المفاوضات. وهو ما يُعتبر مؤشراً قوياً على رفض "حماس"، لما قيل عن مبادرة مصرية معدلة، وافقت عليها الحركة، تتضمن تأجيل البحث في موضوعي الميناء والمطار، إلى المرحلة الثانية من المفاوضات.

وذكرت مصادر في الحركة، لـ"العربي الجديد"، أن "الحركة تجري مشاورات مكثفة مع جميع الفصائل الفلسطينية، للتوصّل الى ورقة موحدة، للرد على المبادرة المصرية المعدلة، ستقدّم، غداً الأحد، الى الجانب المصري، الذي سيقدمها بدوره الى الوفد الإسرائيلي المفاوض".

ومن المقرر أن يصل الوفد الفلسطيني، مساء اليوم السبت، القاهرة لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، وستبدأ الجلسات يومي الأحد والاثنين المقبلين.

وكان المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، قد أشار في حديث الى وكالة "فرانس برس"، إلى أنّ "المفاوضات غير المباشرة، ستُستأنف صباح غدٍ الأحد، والكرة في الملعب الإسرائيلي، للتوصّل إلى اتفاقٍ في حال وقف مماطلة الاحتلال". وأضاف أبو زهري، أنّه "يُمكن التوصل إلى اتفاق شامل، اذا توفّرت الجاهزية لدى الاحتلال الإسرائيلي، لتلبية مطالب الوفد الفلسطيني، وفي مقدمتها وقف كل أشكال العدوان والحرب على شعبنا ورفع الحصار بالكامل".

وأوضح أنّ "المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، التي سيتوجه اليها ممثلو الحركتين، اليوم السبت، ستسير وفقاً لنفس الآلية المتّبعة". وكان أبو زهري قد ذكر في بيان له، وفق وكالة "الأناضول"، أنّ "الجرائم والانتهاكات المستمرة في الضفة تؤكد أنّ المشكلة هي في الاحتلال الإسرائيلي". وشدّد على أنّ "هذه الاعتداءات تستوجب تفعيل دور المقاومة في الضفة، لِلَجم الاحتلال عن ارتكاب الجرائم، وحماية الشعب الفلسطيني".

كذلك أعلن المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي"، يوسف الحساينة، لـ"فرانس برس"، أنّه "من المفترض وصول وفد الجهاد، الذي يضم نائب الأمين العام للحركة، زياد النخالة والشيخ خالد البطش، إلى القاهرة، مساء اليوم السبت، للانضمام مجدداً للوفد الفلسطيني الموحّد في المفاوضات".

ترجيحات بوقف دائم لإطلاق النار

في الأثناء، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، أن اجتماع قيادة المنظمة مساء اليوم سيتركز على بحث ورقة التفاهمات المصرية، مرجّحاً "أن تسير الأمور باتجاه التوقيع على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، بعد القيام ببعض التعديلات على الورقة".

وقال عميرة لـ"العربي الجديد"، إن "الاجتماع سيرتكز على وقف إطلاق النار ومناقشة بنود الاتفاق والتعديل على بعضها، على أن يتم تأجيل البحث في موضوع المطار والميناء لمدة شهر".

وتجتمع القيادة الفلسطينية الليلة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعضاء اللجنة التنفيذية وأمناء عامين للفصائل الفلسطينية، في ظل عدم حضور أي من قيادات حركة "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" أو من يمثلهم في الاجتماع الذي سيُعقد في مقر الرئاسة، في رام الله، السابعة مساء.

وتبذل القيادة الفلسينية جهوداً حثيثة لتخرج بقرار قبل مساء الإثنين، وهو موعد انتهاء هدنة الـ120 ساعة التي توافق عليها الوفد الفلسطيني مع الفريق الإسرائيلي برعاية مصرية مساء الأربعاء الماضي.

وكان اجتماع مصغر للقيادة قد عُقد في عمّان أمس الجمعة، برئاسة عباس ورئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد وحضور عريقات، لبحث ما تم التوصل إليه مع الإسرائيليين خلال مباحثات القاهرة.

وقالت مصادر مطّلعة لـ"العربي الجديد" إن عباس "يفهم أن "حماس" ترفض غالبية البنود الموجودة في الورقة المصرية، وتريد التباحث بشأن تعديلها، وهو لم ينتظر رد مشعل، بل أوفد عريقات بغية تسريع الرد لأن الوقت يدهم الجميع".

 



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/08/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com