ولفت الى أن مجموعة من المسلحين الغرباء من جنسيات مختلفة "هاجموا مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال، ما أدى الى وقوع عدد من الضحايا بين قتيل وجريح في صفوف العسكريين والمدنيين من أبناء البلدة الذين تضامنوا مع القوى العسكرية والأمنية ضد العناصر المسلحة التي تواجدت في البلدة".
وأوضح أن "المجموعات المسلحة، شنّت هجوماً مركزاً على منازل اللبنانيين من أهالي عرسال والمنطقة، التي يدافع عنها الجيش ويحمي أبناءها، وخطف المسلحون عدداً من جنود الجيش وقوى الأمن الداخلي (لم يحدد عددهم)، وهم عزّل في منازلهم يمضون اجازاتهم بين أهلهم، وأخذوهم رهائن مطالبين بإطلاق أحد أخطر الموقوفين لدى الجيش". وكان الجيش قد أصدر بياناً قال فيه إن جمعة اعترف بانتمائه لـ"جبهة النصرة"، وإنه سلّمه للمراجع القضائية المختصة.
وكان مسلحون قد سيطروا، يوم السبت، على عدد من المراكز الحدودية التابعة للجيش، إضافةً إلى مقر فصيلة الدرك التابعة لقوى الأمن الداخلي في عرسال. ونُشرت صور تُظهر احتجاز مسلحين لرجال أمن لبنانيين. وقد سقط عدد من القتلى والجرحى من أبناء عرسال والجيش، خلال محاولة الدفاع عن فصيلة الدرك. لكن مصادر حزبية أفادت بإطلاق سراح رجال الأمن.
وبحسب ما أفاد عدد من المسؤولين في البلدة لـ"العربي الجديد"، فإن جمعة أوقف، ظهر اليوم السبت، خلال إدخاله أحد الجرحى السوريين إلى عرسال، الذي أصيب خلال معارك جرود القلمون ضد حزب الله اللبناني، فأوقفه حاجز تابع للجيش، رغم أنه عادة يتم إدخال الجرحى بشكلٍ روتيني. وعند توقيفه، تواصل رئيس بلدية عرسال، علي الحجيري، مع استخبارات الجيش اللبناني، التي وعدت بإطلاق سراح جمعة خلال ساعتين، إذ تبيّن أنه غير مطلوب بمذكرات توقيف لبنانيّة.
وبعد مرور فترة الساعتين، أصدر الجيش بياناً قال فيه إن جمعة اعترف بانتمائه لجبهة النصرة، وإن الجيش سلّمه للمراجع القضائية المختصة، ليبدأ عندها انتشار المسلحين التابعين لجبهة النصرة.
وتدخّل عدد من الوسطاء، ليسمعوا من الجيش وعوداً بإطلاق سراحه، فيما قام عدد من المسلحين بتوقيف آلية للجيش بداخلها عنصران واحتجازهما "حتى إطلاق جمعة" كما قال المسلحون للوسطاء.
ويتخوّف أبناء البلدة من انفجار الوضع، وخصوصاً أن المسلحين انتشروا داخل البلدة، وهو ما يعني حصول كارثة إنسانية. ويبلغ عدد سكان عرسال 40 ألفاً، ويوجد فيها نحو 120 ألف لاجئ سوري.
كما يتخوّف عدد من المسؤولين الحزبيين من تدخل قوى حزبية لإشعال الوضع ليلاً بين المسلحين والجيش اللبناني، وخصوصاً أن الوساطات لا تزال قائمة، لكنها تتعرض لعرقلة من بعض الأطراف والشخصيات الطامحة لمناصب سياسيّة.
يُذكر أن معارك تدور بين حزب الله ومسلحي المعارضة في جرود القلمون (وهي جرود متواصلة مع جرد عرسال) منذ فترة، سقط فيها عشرات القتلى من الطرفين. ويواجه حزب الله صعوبة في حسم المعركة. كما أن عرسال تتهم بتأمين المواد الغذائية للمسلحين ومساعدة الجرحى