نص بيان التحالف الوطني .. شهر ثوري في جميع شوارع مصر


بيان رقم (1) سنحيا كرامًا:

مر عام على الانقلاب العسكري الغاشم، وسط بحور الدماء والكراهية التي صنعتها مليشياته الإرهابية وتفجيراته الجبانة المصطنعة التي يقوم بها لتقويض الثورة والعصف بالثوار. وارتقى آلاف الشهداء، وأصيب واعتقل وفقد عشرات الآلاف، إضافة إلى تردي الأوضاع وفشل الانقلاب الدائم والمستمر، ورغم كل هذا البطش الغاشم المتعامي لازال المصريون على عهد الثورة والشهيد يحملون أملهم في الحرية لمصر وللمصريين والعيش والعدل والكرامة للمظلومين والمقهورين.

ولقد طفت طبقة الفساد المسلحة على السطح بعد جرائمهم ومؤامراتهم واختطافهم لرئيس البلاد حاملة معها ممثلًا عاطفيًّا جعل مصر أضحوكة العالم، ومع نهاية الكابوس ستغرق طبقة الفساد ومن حملته إلى قاع القاع.

لقد باتت مصر وطنًا تابعًا بلا إرادة ولا قضاء ولا قانون، ولا حرمة لدم ولا حقوق إنسان، بلا أمن ولا أمان، ولا عدالة ولا حريات، ولا اقتصاد ولا تنمية، ولا ديمقراطية ولا انتخابات في أي موقع حيث يفرض الانقلاب الحراسة على النقابات المهنية ويعين أذنابه في المواقع القيادية بالجامعات بحثًا عن أمن مفتقد واستقرار لن يتحقق، يجرم الصحافة ويحبس الصحافيين الشرفاء، ويرتكب من الجرائم والمذابح أبشعها، وينشأ التكيات ليمنح الرخاء والمعاشات للمحاسيب من أموال دعم الفقراء التي يمهد جهلة الانقلاب لكارثة رفعها عنهم بما يعجل بنهايتهم.

وينشر الانقلاب الظلم ليطال من مهَّد ورضي به بما يعكس غرورهم المدمر وعمى بصيرتهم. ظن اللصوص والقتلة الخونة أن الأمور دانت لهم إلا أنهم لم يهنئوا بانقلابهم واغتصابهم للسلطة لساعات، ففي المواجهة كان أعجب شعب مناضل خرج ليلفظهم منذ اللحظة الأولى للانقلاب ليثبت بالدليل الحي تجذُّر الثورة وعدم السماح للثورة المضادة بالتقدم، وأن المصريين بكل طبقاتهم وثقافاتهم وأعمارهم ماضون في طريق الثورة حتى الخلاص مهما بلغت التضحيات والآلام، مرددين هتافهم المزلزل للانقلاب: "يسقط يسقط حكم العسكر".

أيها الشعب البطل الأبي.. يا ثوار مصر: لا زالت الشوارع والميادين والسجون تطلب المدد منكم لتنقذوها من عبث الظالمين وسفه العابثين، فأنيروها بوقود الثورة والإيمان بالله ورسله، واملئوا الميادين بتجارب المقاومة السلمية الناجزة، وعلموا القتلة أن جنونهم لن يثنيكم عن استكمال الثورة، وأبدعوا ما شئتم وتقدموا في كل موقع، فالشوارع لكم والثورة بكم، والقرار الميداني للأرض معكم.

أيها الثوار أيتها الثائرات: ليكن شهر رمضان رسالة إلى هؤلاء القتلة ولتشهد شوارع مصر كلها من أقصاها إلى أقصاها على حشودنا وفعاليتنا ومقاطعتنا الاقتصادية لأعوان الانقلاب، وصلاتنا وقيامنا ودعواتنا على الظالمين طوال الشهر الكريم، ولنحتشد لنصلي أمام المساجد التي أممها العسكر ولنخطب في الشوارع ونصلي في الشوارع ونتظاهر في الشوارع.

ولنجعل ذكرى الانقلاب الأولى كابوسًا على خونة الوطن من الانقلابيين يلعنون فيها أيامهم السابقة واللاحقة، أعاده الله عليكم جميعًا وعلى مصرنا بالخير والنصر وعلى أمتنا العربية والإسلامية موحدة غير مجزئة في مواجهة الطامعين وأعوانهم من التابعين الذين لا يتأخرون.

انطلقوا في أسبوع ثوري تحضيري لانتفاضة 3 يوليو تحت شعار "سنحيا كرامًا"، واستقبلوا شهر رمضان ببرنامج إيماني ثوري متتابع، واصنعوا منه شهرًا فارقًا في تاريخ الثورة كما كان فارقًا دومًا، وأنتم قادرون على قهر الانقلاب وأعوانه في الداخل والخارج بعون الله...



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 26/06/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com