شككت صحيفة "لوموند" الفرنسية في مصداقية نتائج الاقتراع بانتخابات الرئاسة المصرية، ووصفت عزوف المصريين الكثيف عن التصويت بأنه يمثل "انطلاقة سيئة للمشير السيسي، ويجعل شرعيته مريبة ومشكوكا فيها".
وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي حمل عنوان "الطلاء الانتخابي لا يكفي": إن الانتخابات الرئاسية المصرية تحولت إلى "تمثيلية هزلية"، مؤكدةً أنه "لا أحد يؤمن طبعاً" بصحة أرقام النتائج الرسمية، والتي تُذكّر  بالممارسات المعهودة في أيام مبارك.
وكتبت الصحيفة تقول إن "عدداً قليلاً" من المصريين شاركوا في الاقتراع، مشيرة إلى أن الكثير من الناخبين استجابوا لنداءات المقاطعة التي أطلقها اليسار والإخوان المسلمون، في الوقت الذي فضل فيه آخرون كُثر ألا يُحملوا أنفسهم عناء الذهاب إلى مكاتب الاقتراع للمشاركة في انتخابات كانت نتيجتها معروفة سلفا.

وأكدت الصحيفة أن عزوف المصريين الكثيف عن التصويت يمثل "انطلاقة سيئة للمشير"، ويجعل "شرعيته مريبة ومشكوكا فيها"، وشددت اليومية -التي توصف في فرنسا بالصحيفة المرجعية- على أن "تهريج أيام 26 و27 و28 مايو/أيار يعيد البلاد إلى الدكتاتورية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السيسي يبني حكمه على كذبة"، موضحة أن الرجل "يتبنى في العلن خطاباً معادياً للولايات المتحدة وللغرب، إلا أنه في الواقع لم يغير شيئاً في التحالفات التقليدية للقاهرة ولا ينوي تغييره".
وأضافت لوموند أن المشير "لا يجرؤ على قول ذلك للمصريين"، معتبرة أن هذا "السلوك الذي ينم عن انفصام في الشخصية يسهم في زعزعة سلطته".
وانتقدت الصحيفة ذاتها موقف البلدان الأوروبية من الأوضاع في مصر، موضحة أن "الاتحاد الأوروبي فقد شرفه حينما أرسل على وجه السرعة للاقتراع مراقبين محابين بقدر ما هم جاهلون بالحقائق المصرية".

دويتشه فيلله" تشكك في شرعية الانتخابات الرئاسية بمصر