سوء الظـــــن وعلاجـــــــة ( 2 )



 

آثار سوء الظن:
على الفرد:
1- الوقوع في المعاصي:
غيبة، نميمة، تجسس، تباغض، تقاطع.
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً.
ويروي الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إياكم والظن.. ولا تجسسوا ولا تحسسوا)).
2- القعود عن الطاعات:
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى.
3- الحسرة والندامة:
ندم حسان ومسطح في حادثة الإفكز
ومثله ندم الصحابة المشتركين في الفتنة.
تقول عائشة وقد بكت حتى ابتل خمارها:(وددت أني كنت جلست كما جلس أصحابي)، وفي رواية لابن أبي شيبة: (وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر مسيري هذا).
وكذلك ورد عن الحسن بإسناد الثقات أنه سمع أباه يقول: ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة) رواه ابن أبي شيبة في منصفه.
وفي صحيح البخاري عن شقيق بن سلمة أنه سئل: (هل شهدت صفيناً، قال: نعم، وبئست صفّون)
4- كراهية الناس.
5- تضييع العمر.
6- التعرض لغضب الله.
على الجماعة:
1- التمزيق ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات.
2- كثر التكاليف إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء.

العـــــــلاج:
1- بناء العقيدة السليمة وتحسين الظن بالله وبرسوله.
2- التربية على هذه العقيدة.
3- الالتزام بآداب الإسلام في الحكم على الرجال والمؤلفات.

أ‌- النظر إلى الظاهر.
روى البخاري ومسلم عن أم سلمة مرفوعاً: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بالحجة)).
روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد في قصته عندما قتل المحارب الذي قال لا إله إلا الله فقال له : ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا، فما زال يكررها على حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ)).

ب- الاعتماد على الدليل والبرهان:
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون.

ج- التأكد من صحة الدليل.
يا أيها الذين آمنوا إذا خرجتم في سبيل الله فتبينوا.
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
د- عدم معارضة الدليل لدليل الآخر كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون

الالتزام بآداب التناجي:
أ‌- لا تنفرد بواحد معه ثاني.
ب- النجوى بالطاعة يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى.
4- عدم المجاهرة بالمعاصي والوقوع في الشبهات
كان النبي معتكفاً في المسجد وعنده صفية ثم قام معها ليردها إلى بيتها فمر رجلاً من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا فقال: ((على رسلكما إنها صفية)). فقالا: سبحان الله يا رسول الله قال: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً)).
جابر بن يزيد عن أبيه قال: شهدت مع النبي حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، قال: فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم، لم يصليا معه، فقال: ((علي بهما)) فجيء بهما ترعد فرائصهما.
فقال: ((ما منعكما أن تصليا معنا؟)) فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا ي رحالنا قال: ((فلا تفعلا إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة)).
6- مجاهدة النفس.
7- معاملة التائبين بحاضرهم.
8- التذكير الدائم بعواقب سود الظن.
9- دوام النظر في كتب السيرة والتاريخ

هذا والله أعلم واخيرا اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
وارزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن
بإخواننا والحمد لله رب العالمين



 



كاتب المقالة : الشيخ/محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 01/11/2010
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com