وزير دفاع أمريكا يبدأ زيارته للصين بتفقد أول حاملة طائرات لبكين


بدأ وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل اليوم الاثنين زيارة رسمية للصين تستمر ثلاثة أيام، قادما من العاصمة اليابانية طوكيو، وهى الزيارة التى جاءت تلبية لدعوة من عضو مجلس الوزراء ووزير الدفاع الصينى تشانغ وان تشيوان، يجرى خلالها مباحثات مع القادة الصينيون لتبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومع زيارة الوزير الأمريكى هيجل والتى يستهلها بتفقد أول حاملة طائرات صينية "لياونينغ"، اعتبر وو تسو رونغ، الخبير العسكرى والمدير التنفيذى لمركز الدراسات الأمريكية التابع لصندوق الصين للدراسات الدولية، أن الزيارة تمثل نوعا من التبادلات المهمة للعلاقات الصينية – الأمريكية ولاسيما الجانب العسكرى منها، علاوة على أنها تعد بمثابة فرصة نادرة لتصحيح الإستراتيجية الأمريكية الحالية فى آسيا وإزالة العقبات الرئيسية أمام مواصلة تنمية التبادلات بين الجيشين الصينى والأمريكى والتى تعد ركيزة مهمة لعلاقات ثنائية قوية.

وقال وو تسو رونغ، إن هناك طفرة كبيرة فى التبادلات رفيعة المستوى والمناورات العسكرية المشتركة بين البلدين منذ العام الماضى، بما فى ذلك الزيارة التى قام بها قائد بحرية جيش التحرير الشعبى الصينى وو شنغ لى للولايات المتحدة فى سبتمبر الماضى وانعقاد المشاورات الدفاعية الـ14 بين الصين والولايات المتحدة فى نفس الشهر بالعاصمة الصينية بكين.

وأشار الخبير الصينى وو، إلى أن القوات البحرية الصينية ونظيرتها الأمريكية قامتا فى أغسطس الماضى بتدريبات مشتركة لمكافحة القرصنة فى مياه خليج عدن، كما من المقرر أن يشارك جيش التحرير الشعبى الصينى للمرة الأولى فى مناورات "جرف المحيط الباسيفيكي" العسكرية التى تجرى تحت قيادة الولايات المتحدة فى سبتمبر 2014، قائلا إن التبادلات العسكرية والحوارات المكثفة بين بكين وواشنطن تؤشران على أن البلدين يتخذان خطوات جوهرية وثابتة نحو تحقيق الأهداف المشتركة لبناء نمط جديد من العلاقات بين القوى الكبرى على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع.

وأوضح وو أن الجانبين يعقدان العزم على استكشاف آلية الإخطار المتبادل للأنشطة العسكرية الكبرى ومواصلة مناقشة قضايا الأمن العسكرى الخاصة بالقوات الجوية والبحرية للجيشين الصينى والأمريكى، واتفقا على إنشاء آلية للتبادلات بين إدارتى التخطيط الإستراتيجى الصينية والأمريكية.. مضيفا أن إنشاء مثل هذه الأنظمة بهدف إجراء مناقشات وتبادلات ودراسات يحمل مغزى إستراتيجيا مهما لتعزيز الثقة المتبادلة والشفافية لمعرفة جميع النوايا الإستراتيجية والأهداف الحقيقية الأخرى والحد من حالة عدم اليقين وسوء الفهم بين الجانبين.

وفيما يتعلق بالعقبات الرئيسية التى تقف أمام تعزيز تنمية العلاقات بين الجيشين، قال وو إنها لا تزال قائمة ولم يتم تحقيق انفراجة جوهرية فيها بعد، موضحا أن الولايات المتحدة لم توقف مبيعات الأسلحة لتايوان فيما لا يزال عدد كبير من الطائرات والسفن الأمريكية يدخل دون تصريح المنطقة الاقتصادية الخالصة للصين ويكثف من إجراءات التحقيق ويشوش التدريبات العادية لجيش التحرير الشعبى الصينى.

وأضاف الخبير الصينى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن إستراتيجية التحالفات العسكرية الأمريكية فى آسيا خاطئة وتتطلب تصحيحا عاجلا، إذ أن التحالف العسكرى بين الولايات المتحدة واليابان وبينها وبين الفلبين وغيرهما من البلدان هو نتاج الحرب الباردة ويؤثر سلبا على السلم والاستقرار الإقليميين.

وشدد وو تسو رونغ، الخبير العسكرى والمدير التنفيذى لمركز الدراسات الأمريكية التابع لصندوق الصين للدراسات الدولية، على أن الاتجاه الخطير الحالى يكمن فى أن اليابان والفلبين تستخدمان التحالف العسكرى بينهما وبين الولايات المتحدة كأداة مساومة ودعم لاحتلال الأراضى الصينية وتدمير العلاقات الصينية - اليابانية والعلاقات الصينية - الفلبينية، فإذا لم يكن لدى الإدارة الأمريكية فهم واضح لهذا الموضوع وحاولت التدخل فى النزاعات الإقليمية عن طريق التحالفات العسكرية، فستضع نفسها فى موقف محرج وستلحق ضررا بالغا بعلاقاتها العسكرية مع الصين وكذا بمصالحها الإستراتيجية.

وأوضح وو أنه مع أخذ العراقيل السالف ذكرها فى الاعتبار، فإن زيارة هيجل للصين تتيح فرصة نادرة لتصحيح الإستراتيجية الأمريكية الراهنة فى آسيا وإجراء محادثات حول الوضع الأمنى الإقليمى والدولى وتعزيز الثقة المتبادلة والتعاون بين الجانبين.. متوقعا أن تفتح زيارة وزير الدفاع الأمريكى نافذة لإجراء مراجعة شاملة للعلاقات العسكرية الصينية - الأمريكية والعمل على تطويرها وكذا توسيع مجالات التعاون والتبادلات وإدارة الخلافات وإزالة العقبات.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 07/04/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com