ماهو حكم المنتحر في الدنيا والآخره ؟؟


              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

إعلمي أيتها السائلة بأن هذا الفعل لا يجوز ولايحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم على هذا العمل . وليس من الإسلام في شئ بل فاعله قد أرتكب كبيرة من كبائر الذنوب والعياذ بالله .

 قال تعالى: ((وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) النساء29   

وقال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)) النساء 93

                     أما حكمه في الدنيا:

  فجمهور الصحابة وأهل العلم ومنهم أبو حنيفة ومالك والشافعي أن يصلى عليه صلاة الجنازة ، ولأهل العلم والفضل عدم الصلاة عليه زجرا لغيره ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

فعن جابر قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم .

وهناك عدة إحاديث ورد فيها الوعيد لقاتل نفسه منها :

ــ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري .

ــ  وقوله صلى الله عليه وسلم ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ومسلم .

                 وأما حكمه في الآخره :

فمذهب أهل السنة والجماعة في المسلم الموحد الذي مات على كبيرة من الكبائر ولم يتب منها فهو في مشيئة الله عز وجل يوم القيامة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .

قال تعالى : (( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ، وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )) 17 ـ 18 النساء

وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا )) 48 النساء

 وقال تعالى:  (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا )) 116 النساء

                       هذا. والله أعلم

               وصلي وسلم على النبي محمد

                   صلى الله عليه وسلم

 

  



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 19/01/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com