كاميرون من بيت لحم: نريد أن نرى دولتين وقدسا مفتوحة للديانات الثلاث


تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، ديفيد كاميرون، من بيت لحم في الضفة الغربية، بتقديم كل الدعم الممكن من أجل الوصول إلى حل الدولتين، فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967، وإسرائيلية، مع تبادل للأراضي.
وقال كاميرون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن «بريطانيا كان لها تجارب في المفاوضات وستقوم بكل ما بوسعها من أجل إنجاح المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ونريد أن نرى حل الدولتين.. دولة فلسطينية قابلة للحياة ضمن حدود 1967 بجانب إسرائيل دولة تشعر بالأمان مع تبادل أراض، وأن تكون القدس مدينة مقدسة تتقاسمها الديانات الثلاث، وغزة جزءا أساسيا في الدولة الفلسطينية».
وأضاف مخاطبا عباس: «أنا أعتقد أنكم شركاء في السلام، وأعلم أن تحقيق سلام شامل يتطلب قرارات صعبة». وتابع: «يجب ألا نسمح لمن يريدون أن يهدموا عملية السلام أن ينجحوا عبر إطلاق الصواريخ، نحن أدنّا هجمات أمس (أول من أمس) وفخامتكم أدنتم ذلك، وأعلم أنكم تفهمون أن الدولة الفلسطينية لا تتحقق من خلال العنف بل من خلال المفاوضات، وتحدثت مع فخامتكم ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووجدت أن الرغبة موجودة، وأنا أحث الطرفين على الاستفادة من الفرصة الموجودة».
وأردف: «بريطانيا تعمل على تقليص الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشجع الجانبين على تحقيق حل الدولتين عبر اتخاذ قرارات صعبة. لا يوجد طريقة واحدة.. يجب أن يكون هناك نوع من التنازل وهذا يتطلب شجاعة، ودورنا أن نشجع القادة للوصول إلى اتفاق يكون مرضيا للطرفين».
وجاءت تصريحات كاميرون في بيت لحم بعد يوم من إعلانه في إسرائيل دعمه ليهودية الدولة، وإعلانه رفض المقاطعة ضد تل أبيب ومهاجمته إيران بقوة، وإدانته للهجمات «الإرهابية» من غزة.
وقدم كاميرون في بيت لحم دعما ماليا لـ100 شركة فلسطينية للاستثمار في المناطق «ج»، قائلا: «هذا يساعد النشاطات الزراعية وسيعزز الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، وسنساعد على تنظيف حقول ألغام في الضفة من أجل استخدامها بالزراعة».
ومضى يقول «هذه النظرة المستقبلية ليست سهلة والخطوات ستكون صعبة، ولكن سنساعدكم على تحقيق هذا».
وكان كاميرون وصل لبيت لحم قادما من القدس، التي التقى فيها بعض الشباب الفلسطينيين في القنصلية البريطانية، إضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي يمثل الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وروسيا في المنطقة، وناقش معه مبادرته لدعم الاقتصاد الفلسطيني.
ومكث كاميرون في بيت لحم نحو ثلاث ساعات، زار خلالها كنيسة المهد وقام بجولة في المكان، وتناول الفلافل والحمص في مطعم شعبي، قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني الذي قال إنه ممتن لزيارة كاميرون القيّمة لفلسطين.
وأدان عباس أمام كاميرون كافة أشكال التصعيد العسكري في قطاع غزة ومن بينها الصواريخ التي يجري إطلاقها نحو المدن والبلدات الإسرائيلية. وقال عباس «ندين كافة أشكال التصعيد العسكري بما في ذلك الصواريخ».
وتحدث عباس عن مفاوضات السلام، قائلا إنه لم يطلع بعد على اتفاق الإطار الذي أعده وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ولم يطلب منه حتى الآن تمديد فترة المفاوضات، مؤكدا أنه سيقول رأيه في الاتفاق وتمديد المفاوضات حين يطلب منه ذلك.
وأضاف عباس «نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل أن نصل إلى اتفاق ملموس في هذه الفترة. لم نناقش مسألة التمديد بعد ولم تطرح علينا».
وأكد عباس أنه ينتظر اتفاق إطار منسجما ومتوافقا تماما مع الشرعية، وأنه سيقول رأيه فيه عندما يعرض عليه.
وتعهد عباس أمام كاميرون بمواصلة الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي وسياسي «يحقق السلام والاستقرار في منطقتنا، وينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وصولا لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مدينة مفتوحة ليتمكن أصحاب الديانات السماوية الثلاث من الصلاة فيها، في إطار حل الدولتين لتجسيد دولة فلسطين التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وحسن جوار».



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 14/03/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com