روحاني يختتم زيارته لمسقط بالدعوة لتقارب مع دول الخليج


دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إلى تحقيق تقارب بين بلاده ودول الخليج وذلك في ختام زيارة إلى سلطنة عمان استغرقت يومين.
وقال خلال لقائه رجال أعمال عمانيين وإيرانيين في مقر إقامته بمسقط إن بلاده «تمد يد الصداقة والإخوة إلى جميع دول المنطقة وعلى الأخص بلدان الجوار».
وتابع أن «تنمية العلاقات مع أي بلد ليست ضد أي بلد آخر ونحن نرغب في رؤية دول المنطقة في سلام ووئام ومودة وصداقة وأن تتعايش فيما بينها».
وأضاف روحاني أن «الوحدة والصداقة والتقارب بين دول المنطقة ستعود بالنفع، بوابات إيران مشرعة أمام الصناعيين والتجار والمستثمرين في كل المنطقة وخصوصا العمانيين». وأكد السعي إلى أن تكون «إيران بيئة آمنة للاستثمار الأجنبي».
وأشار إلى ضرورة «حل المشكلات القائمة خطوة بخطوة والتقارب بين أفكارنا وثقافاتنا. فأدوات التواصل المختلفة ينبغي أن تقرب شعوب المنطقة إلى بعضها».
واعتبر الرئيس الإيراني أن «أفضل أداة للدفاع عن بلداننا قيام استثمارات مشتركة فالأسلحة العسكرية لن تحقق الأمن لنا».
وأكد الرئيس الإيراني أن إحدى السياسات المهمة لحكومته على مدى فترة أكثر من 6 أشهر مضت على بدء مهامها هي التعاطي البناء مع العالم والدول الأخرى.
وأضاف أن هذه السياسة مبنية على الرغبات المشتركة وتنمية المنطقة التي نعيش فيها وعلى أساس تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار فيها.
وتابع الرئيس روحاني، أن سياسة الحكومة في القطاع الاقتصادي كخطوة أولى هي إرساء الاستقرار والهدوء في السوق الداخلية الإيرانية وأن السوق الإيرانية تشهد اليوم نوعا من الاستقرار في المجال الاقتصادي وأن «أنشطة بورصتنا على مدى الأشهر الستة الماضية تؤشر إلى هذا الاستقرار».
وتابع الرئيس الإيراني، أن سوق العملة والمعادن الثمينة تتمتع بهذا الاستقرار أيضا كما أن أسعار الطاقة في إيران تتحرك كذلك في مسار تدريجي نحو الاستقرار والثقة على الأمد البعيد.
وأوضح أن «مساعينا منصبة في السوق الإيرانية على السيطرة على التضخم وإيصاله إلى أرقام مقبولة»، وأضاف «لقد تمكنا من خفض التضخم الشهري بمقدار 22 نقطة كما عملنا بما وعدنا به فيما يتعلق بالتضخم السنوي».
وشدد على ضرورة التقريب بين الأفكار والثقافات وأضاف أنه ينبغي في هذا الصدد أن تقوم وسائل الاتصال المختلفة بالتقريب بين شعوب المنطقة وأن «نستفيد من التكنولوجيا لهذا الغرض أكثر فأكثر».
وصرح الرئيس الإيراني بأن «الموانئ والملاحة البحرية يمكن أن تقرب بين سواحلنا وكذلك سكك الحديد والطرق البرية وإيجاد التسهيلات في ضوابط الاستثمار وتوفير الأجواء المناسبة للأنشطة الاقتصادية».
وقد أكد بيان رسمي مشترك صدر في ختام الزيارة أن المباحثات بين السلطان قابوس والرئيس روحاني أكدت ضرورة «تنفيذ برامج التعاون الثنائي». ووقع الطرفان أمس اتفاقا مبدئيا لمد خط أنابيب للغاز تحت البحر بتكلفة مليار دولار لنقل الغاز الإيراني إلى عمان.
كما أشار البيان إلى «أهمية مضاعفة الجهود وبذل المزيد من المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة»
وفي لقاء مع رئيس جامعة السلطان قابوس وعدد من الأكاديميين، قال روحاني إن «الشرق الأوسط يواجه تحديات عدة وكبيرة بينها الإرهاب».
وأضاف أن «الإرهابيين الذين اجتمعوا في الساحة السورية كانوا موجودين في أفغانستان وذهبوا إلى باكستان ومنها انطلقوا إلى العراق ثم إلى سوريا ونرى اليوم حركة لهؤلاء في لبنان».
وفي وقت سابق اليوم، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «رسالة ود وتعاون» إلى دول الخليج التي تبدي خشية إزاء نوايا بلاده وطموحاتها الإقليمية.
وقال ظريف للصحافيين في مسقط حيث يرافق روحاني «رسالتنا هي رسالة ود وإخوة وتعاون معهم».
وأضاف الوزير الذي يقوم منذ تسلم روحاني منصبه في أغسطس (آب) الماضي بحملة تروج للانفتاح تجاه الدول العربية في الخليج أن «هذه المنطقة لا تحتاج إلى إثارة أي خلاف فيما بينها ولا بد من التعايش الإيجابي».
وتابع ظريف أن المنطقة عاشت «ثلاث حروب في العقدين الماضيين ولا تحتاج إلى حرب أخرى. علينا أن نتعايش مع بعض على أساس الدين والتاريخ والمصالح المشتركة».
وأشار إلى «مصالح مشتركة في المنطقة كما لدينا تحديات ومشكلات ولا بد من التعاون مع بعض لنتمكن من التغلب على تلك التحديات».
وأكد وزير خارجية إيران أن بلاده «مستعدة لكي تكون علاقاتها متينة وأخوية مع كل دول المنطقة».
وختم أن العلاقات العمانية الإيرانية «يمكن أن تكون مثالا للدول الأخرى في منطقة الخليج ورحبنا دائما بالدور الذي لعبه السلطان قابوس لتقريب وجهات النظر مع كل الدول في المنطقة ونؤكد أننا نولي اهتماما بالغا بأفكاره النيرة».
وهي أول زيارة «ثنائية» يقوم بها روحاني إلى خارج إيران، إذ سبق أن زار نيويورك وبشكيك ودافوس للمشاركة في لقاءات دولية متعددة.
وقبل مغادرته طهران إلى مسقط، قال روحاني إن «لهذه الزيارة أهمية كبيرة في التقريب بين إيران والدول الإسلامية، لا سيما مع الدول الجارة لإيران».
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن إيران أبرمت اتفاقا لتصدير 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا إلى سلطنة عمان في صفقة تتضمن أيضا بناء خط أنابيب عبر الخليج بتكلفة قدرها نحو مليار دولار.
وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إن ثلاثة اتفاقيات تم توقيعها بين عمان وإيران إحداها صفقة مبدئية لبناء خط أنابيب الغاز الذي يربط إيران بعمان.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 14/03/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com