محتجو أوكرانيا يواصلون صمودهم فى ساحة الاستقلال رغم البرد


ما زال المحتجون الأوكرانيون يخيمون بأعداد كبيرة فى ساحة الاستقلال فى كييف، يوم الاثنين، بعد يوم من مشاركة 200 ألف شخص فى مسيرة احتجاج على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبى.

واتهم "يانوكوفيتش" برفض الصفقة لصالح علاقات أوثق مع روسيا، ومن المقرر أن يتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء، لكنه يواجه معارضة قوية فى الداخل ومن المجتمع الدولى، حيث يهدد كبار السياسيين فى أوروبا والولايات المتحدة بفرض عقوبات إذا استخدم العنف لقمع الاحتجاجات.

ويقول محتج يتصدى للبرد القارس فى ساحة الاستقلال فى كييف إنه على "يانوكوفيتش" أن يترك السلطة، وقال المحتج الذى يدعى فلاد جيسكو "علينا أن نسقط هذا الرئيس ونأتى برئيس جديد يحب الشعب الأوكرانى ويريد دمج أوكرانيا فى أوروبا.. الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش لا يستطيع أن يفعل ذلك".

وفى زيارة إلى كييف، اقترح المار بروك رئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الأوروبى المار بروك أيضا أنه على يانوكوفيتش أن يدعو إلى انتخابات جديدة، وأضاف "المهم هو تشكيل حكومة جديدة بتفويض جديد تحاول تحقيق إرادة الشعب.. وإعداد انتخابات مناسبة لذلك، وأن يقرر الشعب مستقبل بلاده"، وقال بروك أيضا إن العنف فى أوكرانيا قد يواجه بعقوبات اقتصادية.

ومضى يقول "أعتقد إننا فى اللحظة الراهنة ما زلنا فى مرحلة إيجاد حل.. نحن نريد أن نقدم الوساطة من أجل إيجاد حل لهذا البلد من أجل تجنب العنف فى المستقبل.. ويمكننى أن أتصور أنه إذا ذهب الرئيس يانوكوفيتش إلى موسكو وبعد ذلك وقع عنف هنا، فقد يكون من المثير للاهتمام أن الحسابات المصرفية فى أوروبا لا يمكن فتحها لبعض الأوكرانيين".

وجاءت تصريحات "بروك" بعد تحذيرات من جون ماكين وكريس موراى، العضوين فى مجلس الشيوخ الأمريكى، واللذين التقيا يانوكوفيتش أمس الأحد، وهدد السناتوران الأمريكيان بفرض عقوبات على حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش فى حالة استخدام السلطات لمزيد من العنف لتفريق الاحتجاجات.

وبدأت الاحتجاجات فى 21 نوفمبر بعد أن أعلن يانوكوفيتش تراجعه عن توقيع اتفاق طال انتظاره لتعزيز العلاقات التجارية والسياسية مع الاتحاد الأوروبى وتعزيزه عوضا عن هذا العلاقات مع روسيا، وتزايدت الاحتجاجات حجما وقوة بعد أن استخدمت الشرطة العنف مرتين لتفريق المحتجين.

وتراجع يانوكوفيتش عن دعم الاتفاق مع أوروبا، مستندا إلى أن الاتحاد الأوروبى لا يقدم تعويضات كافية لبلاده مقابل الخسائر المحتملة من عدم تعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا، وتريد روسيا، التى سيطرت لقرون على أوكرانيا ومارست عليها نفوذا كبيرا، أن تنضم الجمهورية السوفيتية السابقة إلى اتحاد جمركى يقابل الاتحاد الأوروبى، ويضم أيضا بيلاروسيا وكازاخستان، وتقول المعارضة إن الاتحاد الجمركى يعيد فعليا نفوذ الاتحاد السوفيتى أو روسيا ويشككون فى أن يانوكوفيتش ربما يوافق عليه عندما يجتمع مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غدا الثلاثاء.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/12/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com