فضائح" بنوك سويسرا في قبضة مؤسس وكيليكس


عقد جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، المتخصص بنشر الوثائق السرية، اليوم الاثنين، مؤتمراً صحفياً بالعاصمة البريطانية لندن، قام خلاله بالإعلان عن تسلمه لقرصين مدمجين يحتويان على آلاف المستندات السرية حول العمليات المصرفية السويسرية، وذلك من قبل مصرفي سويسري.
وجلس أسانج في المؤتمر الصحفي إلى جانب رودلف إيلمر، المصرفي السويسري الذي قرر كشف هذه الأسرار، وتعهد بأن يقوم بكشف هذه الوثائق "خلال أسابيع قليلة" إن تمكن من تحليلها بالشكل المناسب.
وأكد إيلمر أنه قام بحذف الأسماء من الوثائق، وركز فقط على العمليات، وقال إن ما لديه من مستندات يتناول حسابات أكثر من ألفي عميل، ولكن الرقم الحقيقي للأشخاص الذين تتعلق المستندات بهم قد يكون أكبر بكثير بسبب الشراكات التي تربطهم.
وقال إيلمر، الذي طلب التعريف عنه بصفته "ناشط مصرفي إصلاحي" إنه انطلاقاً من وظيفته: "لديه الحق للوقوف ضد ما يراه أمراً غير صائب،" ودافع عن موقفه بتسريب الوثائق رغم أنه سيمثل أمام القضاء السويسري الأربعاء بتهمة خرق قانون السرية المصرفية.
وتابع: "أريد أن يعرف الناس كي تدار هذه الأمور والنظام الذي يحكمها، وكيف أن حركة الأموال إلى مناطق غير خاضعة للرقابة القانونية يدمر مجتمعاتنا" وفق شبكة "سي إن إن"
وأوضح قائلاً: "بدأت حياتي المصرفية في بنوك جزر كايمان، وعندما باشرت البحث بموضوع تحويلات الأموال إلى الخارج كنت أظن أنني أنظر إلى ذيل فأر، ولكن بعد التعمق في التحقيق اكتشفت أنني أمام ذيل تنين، وهو في الواقع تنين متعدد الرؤوس".
وتعهد إيلمر بمقاضاة النظام المصرفي السويسري أمام محكمة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي، وأعرب عن شكره لويكيليكس لتعهدها بنشر الوثائق بعد أن قام بتقديمها للسلطات دون أن تتخذ أي إجراءات بحق أصحابها.
يشار إلى أن أسانج نفسه ينتظر المثول أمام القضاء الشهر البريطاني المقبل، بناء على مذكرة توقيف سويدية تتعلق باتهامات موجهة إليه بالتورط في جرائم اغتصاب وتحرش جنسي،  وقد أظهرت وثيقة قانونية تتعلق بالمحاكمة أن محامي الدفاع سيطلب منع تسليم موكله إلى الولايات المتحدة خشية أن تقوم واشنطن باعتقاله في سجن جوانتانامو المخصص لعناصر القاعدة وحركة طالبان.
وتشير الوثيقة إلى أن محامي أسانج سيقول خلال جلسة المرافعة المنتظرة بقضية موكله الشهر المقبل سيثير مزاعم وجود مخاطر حقيقية تهدد حياة أسانج، وسيقول إنه قد يواجه سوء المعاملة وحتى الإعدام، استناداً إلى مطالبة بعض الشخصيات الجمهورية، مثل سارة بالين ومايك هيكابي، بإنزال عقوبة الإعدام به.
وكانت السلطات البريطانية قد أطلقت سراح أسانج الذي سلم نفسه الشهر الماضي بكفالة قدرها 200 ألف جنيه أسترليني فيما يخوض معركة قضائية لتجنب تسليمه إلى السويد.
ونشر موقع أسانج، ويكيليكس، في وقت سابق، مئات الآلاف من الوثائق السرية العسكرية المتعلقة بحربي العراق وأفغانستان، ومؤخراً مئات البرقيات الدبلوماسية ما أثار حفيظة واشنطن وعدد من الدول الحليفة لها.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 18/01/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com