دبلوماسي تونسي يحذر من مؤامرة تخريبية يقودها بن علي


حذر سفير تونس المستقيل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" من وقوع تونس في حرب أهلية بموجب "مؤامرة" حاكها الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، لإشعالها بأعمال العنف ونشر الفوضى؛ حتى يضطر الشعب التونسي للمطالبة برجوعه وإعادة الاستقرار للبلاد.
وذكرت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية، أن السفير التونسي في اليونسكو، مازري حداد، والذي استقال من المنظمة الدولية احتجاجاً على استخدام السلطات العنف ضد المتظاهرين، أرسل للصحيفة تصريحاً مكتوباً وعاجلاً، حذر فيه الشعب التونسي والطبقة السياسية بكافة توجهاتها، بما فيها الإسلامية، من "مؤامرة" يحيكها الرئيس المخلوع لإدخال تونس في حرب أهلية.
وأضاف حداد :"أن الرئيس المخلوع بن علي زوَّد حراسه ورجال بالأسلحة والكثير من الأموال لتحقيق هذا الهدف وضرب استقرار تونس قبل هروبه"، موضحاً أن بن علي اختار سياسة الأرض المحروقة عبر ثلاثة محاور، تتمثل في تسليح المقربين منه، وإعطاء الأوامر ببدء العمليات التخريبية، وشكر الدعم الليبي الذي اقترح إرسال فقراء تونس للعمل في هذا البلد منذ ثلاثة أسابيع.
وأوضح حداد أن بن علي يهدف من هذه "المؤامرة" إلى العودة مرة أخرى إلى تونسن وأن هذا هو السبب الذي دفع الرئيس المخلوع وأعوانه إلى الاستناد على المادة 56 من الدستور التي تنص على أن الوزير الأول يتولى الرئاسة بالنيابة في حالة غياب الرئيس..." بدل اعتماد المادة 57 من الدستور التي تنص على أن "رئيس البرلمان يتولى الرئاسة بالنيابة في انتظار تنظيم الانتخابات".
وكان الوزير الأول محمد الغنوشي أعلن فور نشر خبر فرار بن علي توليه صلاحيات الرئيس مؤقتاً بموجب المادة 56 من الدستور، وهو ما تم رفضه من قوى المعارضة؛ لأنه يعني دستورياً أن بن علي ما زال رئيساً للدولة؛ ما دفع الغنوشي بعدها بساعات للإعلان عن تولي رئيس مجلس النواب مسئولية مهام الرئيس لحين تنظيم انتخابات في غضون شهرين.
وبحسب المازري حداد، المقيم حالياً في فرنسا، فإن بن علي يقود العمليات التخريبية ضد الشعب التونسي عبر الهاتف من مقر إقامته الحالي في المملكة العربية السعودية إلى اليوم، لافتاً إلى أن الرئيس المخلوع يحاول إلصاق الأعمال التخريبية التي تحدث حالياً في تونس للإسلاميين والمعارضين اليساريين.
وجدد السفير حداد نداءه للشعب التونسي بـ"اليقظة"، داعياً الشباب لتنظيم المقاومة في كامل التراب التونسي، ومناشداً الطبقة السياسية وجميع مكوناتها للوقوف "في وجه هذا الخطر المحدق الذي يهدد بتقسيم السلطة، ويعرضها لخطر التفكك"، كما دعا الحكومة الفرنسية "لاتخاذ كل الإجراءات بشأن هذا التصريح الذي اتحمل مسئوليته".

مؤامرة مسبقة:

وفي الاتجاه نفسه، ذهب تقرير نشرته يوم الاثنين صحيفة "لوموند" الفرنسية نقلاً عن أحد مستشاري الرئيس المخلوع، أن الأخير أمر رجاله "المخلصين" بإشعال العاصمة التونسية فور رحيله. وقال المستشار الذي طلب عدم الكشف عن هويته على حد قول الصحيفة :"في الأيام القليلة التي سبقت فرار بن علي فضل الذهاب لمنتجعه الخاص في منطقة الحمامات الساحلية، وهناك بدا متوترا، وتحدث عن تحول الجيش وامتناعه عن قمع المتظاهرين، قائلاً :"أبناء الـ ..  يتعاطفون مع الناس، ربما سنرحل عن البلد، لكننا سنشعل النار حتماً في تونس، لدى 800 رجل من المخلصين، وفي غضون أسبوعين، نفس الأشخاص الذين كانوا يتظاهرون (ضده) سيتوسلون إلينا لكي نعود ونستعيد زمام الأمور".




كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 18/01/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com