مفكر تونسي يكشف دور أمريكا في إسقاط بن علي


أكد المفكر السياسي التونسي الدكتور  أحميدة النيفر أن موقع ويكيليكس، بما كان ينشره من وثائق سرية أمريكية رسمية،  قد "أصدر حكمًا" من واشنطن بضرورة رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي فر خارج البلاد تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها تونس في الفترة الأخيرة.
وفي حوار مع شبكة "أون إسلام.نت" قال النيفر: "إن إحدى تلك الوثائق قد أشارت إلى توصية صدرت منذ نحو عامين من السفير الأمريكي في تونس بأن "أي تغيير إصلاحي حقيقي لن يحدث طالما بقي الرئيس التونسي بن علي في السلطة..ونحن بانتظار رحيله"، مما يؤشر على وجود أياد خارجية دفعت باتجاه الإطاحة ببن علي".
وأضاف: "الطبقة المتوسطة قد "حملت لواء الثورة"، وهي العنصر الرئيسي في الانتفاضة الشعبية وسقوط بن علي بما تحمله من خصائص تحول جديدة استمرت على مدى سنوات، فضلا عن قدرتها على التغلغل داخل القرى والمدن التونسية والتأثير فيها، وهو ما ساعد على السقوط السريع للرئيس التونسي الهارب".
وأردف المفكر التونسي أحميدة النيفر: "السقوط السريع لبن علي يرجع إلى عاملين اساسين أحدهما خارجي وتشير إليه ما سربته وثائق ويكيليكس فضلا عن الضغوط الخارجية بعد السياسات القمعية التي اتخذتها السلطات الأمنية، والآخر محلي وطني ويتمثل في الطبقة المتوسطة التي صنعت الثورة، وهي سر نجاحها في نفس الوقت".
وفيما يتعلق بالعنصر الخارجي، أشار النيفر إلى أن هناك إشارات واضحة على وجود أياد غربية وأمريكية ساهمت في تأجيج الاضطرابات الشعبية وساعدت في سقوط بن علي.
واستشهد النيفر بإحدى البرقيات التي سربها موقع ويكيلكيس مؤخرًا، والتي أشارت إلى ما قاله السفير الأمريكي في تونس روبرت جوديك إنه لا يتوقع أي تغيير إصلاحي في تونس طالما أن الرئيس بن علي موجود في السلطة.
حكم بسقوط بن علي
وقال النيفر: "هذه الوثيقة كانت بمثابة حكمًا بالسقوط على بن علي قبل هروبه، وهي إشارة لتخلي الغرب وبالذات الولايات المتحدة عن بن علي الذي أثبتت التجارب أنه ليس باستطاعته تحقيق ما يطلبه الغرب من إصلاحات سياسية، وأنه لم يعد حليفًا مفيدًا سياسيًا للغرب ويجب أن يذهب".
وأضاف المفكر التونسي: "الخطوات الأخيرة للاتحاد الأوروبي للدخول في مفاوضات مع تونس لمنحها رتبة "الشريك المتقدم"، وهو ما لم يكن ليحدث إلا في وجود إصلاحات سياسية ملموسة".
وورد في إحدى الوثائق السرية الأمريكية التي سربتها موقع ويكيليكس، وتحمل عنوان (تونس المضطربة .. ماذا ينبغي أن نفعل؟)، وتعود ليوم 13 - 7 - 2009 والصادرة من السفارة الامريكية في تونس، قول السفير الأمريكي في تونس روبرت جوديك: "التغيير الحقيقي في تونس سوف يحتاج إلى إنتظار رحيل بن علي".
وأضاف جوديك في البرقية: "معظم المواطنين هناك (تونس) يشعرون بالإحباط بسبب غياب الحريات السياسية، وإرتفاع مستوى البطالة، والفساد في السلطة، وعدم المساواة، فيما يشكل التطرف تهديدا متواصلا، والرئيس بن علي على أعتاب الشيخوخة، ونظامه متصلب ولا توجد مؤشرات واضحة حول خليفته المنتظرة ، والنتيجة: تونس مضطربة، وعلاقاتنا معها أيضا".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/01/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com