الزراعة اللبنانية تنظم مؤتمرًا لدعم الخمور يثير سخط المواطنين


تقوم وزارة الزراعة اللبنانية حاليًا بالتحضير لإقامة مؤتمر عالمي في بيروت للنبيذ والخمور اللبنانية في أواخر سبتمبر من العام الجاري، الأمر الذي أثار دهشة واستغراب أوساط برلمانية وصحافية وشعبية في لبنان، في الوقت الذي دافع وزير الزراعة جبران باسيل عن الفكرة واعتبرها أقل ما يقدم لمنتج يرفع اسم بلاده.

واستهجن مواطنون ونواب الفكرة وتوقيتها، في ظل حالة الاحتقان السياسي والأمني والمذهبي التي تشهدها الساحة اللبنانية، بالإضافة إلى سقوط القتلى والجرحى في عدة مناطق بشكل شبه يومي.

وكان المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود قد أعلن اعتزام وزارته إقامة وتنظيم مؤتمر عالمي للنبيذ اللبناني في بيروت 30 سبتمبر القادم وينتهي في الرابع من أكتوبر، يتخلله يوم للتذوق وزيارة لمصانع النبيذ في شتى البقاع اللبنانية.

وليست هذه المرة الأولى لوزارة الزراعة في تنظيم مثل هذه المؤتمرات، حيث نظمت الوزارة التي يترأسها القيادي بـ"حزب الله" اللبناني الشيعي "حسين الحاج حسن" في منتصف مايو الماضي يومًا للنبيذ اللبناني في فرنسا بالتعاون مع حكومتها، في الوقت الذي تستعد فيه الوزارة لإقامة "يوم جديد للنبيذ" بالبرازيل العام القادم، بحسب الجزيرة نت.

وثمَّن كبار مصنعي الخمور في لبنان دعم وزارة الزراعة ورعايتها وتنظيمها لمهرجانات وأيام "تذوق الخمور" اللبنانية، ومساهمتها في "نشر وترويج العلامات التجارية لمنتج الخمور الوطني دوليًّا".

ومن جهته، تساءل النائب السابق أسعد هرموش عن طبيعة أولويات وزارة الزراعة اليوم في ظل الأزمة التي تواجهها محاصيل المزارعين الفقراء وانسداد سبل التصدير في وجوههم.

وأضاف هرموش أن وزارة الزراعة وزعيمها القيادي بـ"حزب الله" تبذل الجهود لإقامة مؤتمرات للخمور، في الوقت الذي تستعر الحرب في سوريا وتحدث الأهوال على أرض لبنان، ويتهدد السلم الداخلي وتعطل مؤسسات الدولة.

ومن جانبه، ذكر الصحافي ربيع مراد أن الحكومة تركز في دعمها على قطاعات وتجار بعينهم، لافتًا إلى تدهور أوضاع التجار في طرابلس، حيث باتوا على وشك هجرة حرفهم وتجارتهم جراء تقصير الدولة بحق طرابلس وأهلها.

واستنكر مراد إهمال الحكومة اللبنانية دعم أصحاب المحلات التجارية بطرابلس، والذي يمثل حفاظًا على حرفهم التراثية، داعيًا الحكومة إلى إنقاذ تجار طرابلس الصغار المساكين بدلاً من الذهاب إلى فرنسا لدعم الخمور اللبنانية.

وبدوره، قال محمد إسماعيل - وهو موظف في القطاع الخاص -: إنه "من المضحك فعلاً أن نرى وزارة تنشغل بتنظيم أيام ومؤتمرات للخمور وترويجها عالميًّا، بينما الدولة عاجزة برمتها عن تأمين الأمن للمواطن اللبناني ممن بات يقصف ويُعتدى عليه بالمروحيات".

وأعرب للجزيرة نت عن استغرابه الدعم المقدم من وزارة "يقودها حزب الله" للخمور وترويجها، وتمتين صناعتها في الداخل والخارج "فأين الأعراف والدين والقيم والمعتقدات من ذلك؟ ألا يملك الوزير توجيه الدعم لما هو حلال وأكثر أولوية؟ وكم عدد المشتغلين بهذا القطاع حتى يدعم حكوميًّا وتقام له المؤتمرات والمهرجانات في الخارج؟".

ويعتمد اقتصاد لبنان - بحسب أرقام وزارة الزراعة - بنسبة كبيرة على "قطاع الخمور" في تحريك عجلة الاقتصاد، ورفع كميات الصادرات، واستخدام المواد الأولية، وحل مشكلة تصريف العنب.

ويوجد في لبنان حاليًا أكثر من ثلاثين مصنعًا للخمور، يقع أغلبها في منطقة البقاع الواقعة على الحدود بين لبنان وسوريا، وهي مدرجة على "لوائح النبيذ" في باريس ولندن.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/06/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com