فرنسا وتشاد ينسحبان من شمالي مالي إلى "كيدال"


كشف أحد قادة المسلحين في العقدين الماضيين بشمال مالي "أن الوحدات العسكرية الفرنسية التي كانت تطارد مقاتلي الجماعات الإسلامية المسلحة في جبال إيفوغاس بأقصى الشمال المالي عادت إلى مدينة كيدال وتمركزت في أحد أطرافها".

وقال المصدر الذي وصفته الجزيرة نت بأنه "موثوق به": "إن أعدادا كبيرة من الجيشين الفرنسي والتشادي عادت اليوم من الجبال إلى مدينة كيدال، حيث أخذت مواقع خاصة بجانب المدينة".

وبخصوص إذا كانت الوحدات التي عادت إلى المدينة تشمل كل عناصر الوحدات التي توجهت قبل أسابيع إلى جبال إيفوغاس، قال : "نعتقد ذلك، وفي نفس الوقت لا نستطيع تأكيده بالكامل".

جدير بالذكر أن عودة القوات الفرنسية والتشادية من جبال تغارغارت في الشمال تعد خطوة هامة للانسحاب التدريجي الذي ينوي الفرنسيون تنفيذه من شمال مالي.

ولم تعلن الحكومة الفرنسية حتى الآن انتهاء القتال في جبال إيفوغاس التي تعتبر أهم وآخر معاقل المسلحين الإسلاميين بشمال مالي.

ورفض المصدر تقديم معلومات بشأن حصيلة الاشتباكات بين القوات الفرنسية والتشادية والمقاتلين الإسلاميين، وهل تمكنت تلك القوات بالفعل من طرد عناصر الجماعات الإسلامية المقاتلة من جبال شمال مالي، قائلا: "إنه لا أحد هنا يستطيع تقديم معلومات دقيقة بشأن نتائج تلك العمليات".

وعن مدينة كيدال التي عادت إليها القوات الفرنسية والتشادية فهي تعتبر إحدى ثلاث مدن رئيسية بمنطقة أزواد شمال مالي، كما أنها البوابة الرئيسية للمناطق الجبلية الهامة في أقصى الشمال والشمال الشرقي لمنطقة أزواد، وهي الجبال التي مثلت في السنوات الأخيرة معقلا هاما لمقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

وعينت الحركة الوطنية لتحرير أزواد بالتنسيق مع حركة أزواد الإسلامية مسؤولا إداريا للمدينة هو محمد علي أغ البيساطي لإدارة شؤون المدينة التي لم يدخلها الجيش المالي حتى الآن، وذلك بعد رفض الحركتين الوطنية لتحرير أزواد، وأزواد الإسلامية دخول المسؤول إليها، وتحذيرهم من عواقب اندلاع "التمرد" من جديد حال إصرار الماليين على عودة جيشهم إليها.

وقال الشيخ آغ آوسه القيادي في حركة أزواد الإسلامية: "إن الإداري الذي تم تعيينه هو أحد الشيوخ المعروفين لدى سكان المدينة الذين يحظون بثقة الجميع"، وأشار إلى أن تعيينه تم بعد التشاور مع شيوخ القبائل.

وألمح إلى أن ذلك يشكل بداية مصالحة وتوافق بين القوى الأزوادية، ودعا كل القوى والمجموعات الأزوادية إلى البدء في حوار موسع يجمع كل مكونات المجموعة الأزوادية، ويساهم في إعادة اللحمة بين هذه المكونات.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/03/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com