اتسعت دائرة الجدل في البحرين خلال الساعات القليلة الماضية، حول قرار السلطات الحكومية في المملكة الخليجية، بحظر استيراد أقنعة الوجه المعروفة باسم "الأقنعة الثورية"، أو "فانديتا"، الأمر الذي أثار ردود أفعال ساخرة على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون بالمعارضة أن القرار ليس له ما يبرره .
وجاء قرار وزير الصناعة والتجارة بالحكومة البحرينية، حسن فخرو، بمنع استيراد أقنعة الوجه
Revolution Mask، أو ما يشابهها من أغطية الوجه، بناءً على طلب من وزارة الداخلية، التي أرجعت الطلب "لأسباب أمنية"، في ظل
الاحتجاجات التي تقودها جماعات المعارضة الشيعية، منذ 14 فبراير/ شباط 2011، ضد الأسرة السُنية المالكة.
وفيما رفض مسئولو وزارة التجارة التعليق على الأسباب الحقيقية للحظر، قال رئيس "الجمعية البحرينية للشفافية"، عبد النبي العكري،
إن "القناع يمثل رمزاً للتمرد ضد الحكم الجائر"، وأكد أن "قرار الحظر غير مقنع لمجتمع منفتح مثل البحرين، لاسيما أنها البلد الوحيد في العالم، الذي يمنع دخول القناع إلى أراضيه"، بحسب قوله.
ورفض العكري أي مبرر آخر، مثل "الخوف من تحريض الحراك في الانتفاضة ضد الحكومة"، أو "معرفة كل شخص من المتظاهرين في المسيرات المرخصة وغير المرخصة، ورصده بالكاميرات المثبتة في الشوارع وعلى اعمدة الانارة، والتي من الممكن الاختباء منها من خلال القناع."
يشار إلى أن قناع "فانديتا" الشهير، الذي ارتبط بالفيلم الأمريكي V for Vendetta، ويعتبر رمزاً للتعبير عن الغضب والاحتجاج، وعن انتقاد الأساليب القمعية للحكومات، تحت شعار "لا يجب أن يخاف الشعب من حكومته، ولكن يجب أن تخاف الحكومات من الشعوب"، خصوصاً في ظل تردي الأحوال السياسية والاجتماعية.
وتم استخدام هذا النوع من الأقنعة في عدد من الاحتجاجات التي شهدتها أوروبا مؤخراً، وفي الثورة المصرية، قبل أن ينتشر بشكل ملحوظ في الاحتجاجات التي تنظمها جماعات المعارضة البحرينية.