مصر: أعضاء بهيئة كبار العلماء يفتون: تسليح الداخلية واجب لحفظ الأمن.


أعضاء بهيئة كبار العلماء يفتون: تسليح الداخلية واجب لحفظ الأمن.. وإضراب الضباط لا يجوز شرعا.. والشباب الذين يحرقون الممتلكات ينطبق عليهم حد الحرابة لأنهم مفسدون فى الأرض  

يشهد الشارع المصرى حالة من الانفلات الأمنى فى ظل مطالب من أفراد الشرطة بضرورة التسليح لمواجهة أعمال العنف وللتصدى لأعمال البلطجة، مما جعلهم يضربون عن العمل فى العديد من أقسام الشرطة بأنحاء الجمهورية، يأتى ذلك بالتزامن مع قيام مجهولين بحرق العديد من المنشآت العامة فى مشهد أعاد إلى الأذهان حريق القاهرة عام 52، وتوعدهم بالمزيد لعدم رضائهم التام عن أحكام القضاء مطالبين بعقوبات مشددة على عدد من قيادات الداخلية الذين حصلوا على أحكام من وجهة نظرهم أنها غير كافية.

يقول الدكتور نصر فريد واصل، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتى الجمهورية الأسبق، وعضو مجلس الشورى، إن ترك الشرطة لمواقعها والدخول فى إضراب هو أمر لا يجوز شرعا لأنه يعد تركا للواجب الوطنى، مشيرا أن قيادات الداخلية مسئولين مسئولية كاملة وأيضا الأحزاب والدولة كلها.

وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أنه لا يوجد الآن دولة ولا يوجد مراعاة لعمل حساب القادم ولا الحالى فكل إنسان يعمل ما يشاء، وللخروج من الأزمة الحالية يجب تفعيل القانون لكن للأسف القانون فى إجازة ونحن فى مأزق وجميعنا مسئولين.

وعن الشباب الذين يقومون بإحراق المقرات وإتلاف منشآت الدولة، قال إن هؤلاء لو تعلموا الوطنية الحقيقية وتعلموا الدين الصحيح والأخلاق لما فعلوا ذلك فإنهم يقتلون أنفسهم فيقول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

وأعتبر واصل أن ما يقدمون عليه يعد نوعا من أنواع الإفساد للوطن ولم يتعلموا الدين على حقيقته والدين والوطن وجهان لعملة واحدة فمصر سفينة نركبها جميعا وهم يخربون فيها وستغرق بهم وبنا، مشيرا أن الشباب الثورى الحقيقى لا يمكن أن يفعل ذلك وبينهم مندسين ويخدعونهم ويفعلون ما يحدث، فلا يمكن أن من شارك فى هذه الثورة ويعد ثوريا حقيقيا يحرق ويدمر وطنه، فعلى الدولة أن تكون حازمة وأن تكون يدها قوية.

إلى ذلك قال الدكتور الأحمدى أبو النور، عضو هيئة كبار العلماء، وزير الأوقاف الأسبق، أن تسليح الشرطة لفرض الأمن هو من أوجب الواجبات حتى تعود لها هيبتها لكى تستطيع حفظ الأمن فى الدولة وحماية الممتلكات العامة والخاصة فبدون تسليحها ماذا ستفعل الشرطة.

وعن مجموعات الشباب الذين قاموا بحرق العديد من المنشآت فى الدولة والتوعد بالمزيد خاصة وأن أعمارهم ما بين 15 سنة إلى 18 سنة، قال إن هؤلاء يجب أن يعاملوا معاملة البالغ المكلف فسن التكليف 14 سنة ولابد أن يعاملوا على هذا السن فهؤلاء الشباب سيدمرون البلد ويسهل التأثير عليهم.

ويقول الدكتور محمد المختار المهدى، عضو هيئة كبار العلماء، والرئيس العام للجمعية الشرعية، أنه لابد من تسليح الشرطة للدفاع عن أنفسهم وذلك من باب دفع الصائل وهو باب من أبواب الفقه الإسلامى فالصائل هو المعتدى على نفس الغير أو عرضه أو ماله، فيجوز للمعتدى عليه أو المصول عليه ضرورة ردُّ هذا الاعتداء؛ حتى ولو أدى ذلك إلى قتل الصائل.

وأضاف أن الشباب الصغير الذين يقدمون على حرق المنشآت العامة والخاصة هم معذورون لأنهم مسيرون وليسوا مخيرين استغلت عندهم الحاجة إلى المال إلى الإقدام على مثل تلك الأعمال خاصة وأن أعمارهم صغيرة ويعدون أطفال بحسب قانون الأطفال وتكونت منهم عصابات فهؤلاء مفسدون فى الأرض.

من جانبه قال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، وصل الأمر بشرطة مصر إلى أنها تطالب من الشعب ألا يتعدى عليها فأين القوة؟ هذا نداء مستجيرا من بأس الشعب، فما دور الحاكم فى تقوية أمنه وشرطته فالقوة هى السبيل.. هى السبيل.. هى السبيل والشرطة عليها أن تنفذ القانون، وأن يكون القانون محروسا بالسلاح وإلا كان الضياع هو المرجو.

وعن الشباب الذى يقدمون على إتلاف الممتلكات العامة والخاصة قال: هؤلاء مفسدون فى الأرض وعلى الحاكم أن يقاوم المفسد بما يرتأيه من قرآن وسنة وقانون ولابد من الضرب بيد من حديد فهؤلاء موجهون من دويلات كافرة ودويلات فاجرة وأصناف من الناس فاسدة وأيه الحرابة تنطبق عليهم تماما لأن حكم القضاء أتى فى موضعه تماما حيث أن هؤلاء قد ثبت بالدليل أنهم قتلوا أكثر من 70 فردا ولو أن فردا اشتركت أمة فى قتله لقتلت به الأمة جميعا قال عمر رضى الله عنه لما بلغه أن رجلا قتل فى صنعاء باليمن والله لو أن أهل صنعاء قتلوه واشتركوا فى قتله لقتلتهم به جميعا.

وأضاف الهدف هنا واضح وهو إفساد فى الأرض وضياع مصر أن لم تكن ضاعت والسبب فيما أرى ضعف الحاكم فيجب على الحاكم أن يكون قويا، وكما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما سئل عن الحاكم الفاجر القوى والحاكم الضعيف التقى، قال له المغيرة بن شعبة يا أمير المؤمنين أمر على أهل الكوفة الفاجرة القوى الفاجر فإن فجوره على نفسه وقوته لك وللإسلام ولا تؤمر عليهم الضعيف التقى فإن تقواه لنفسه وضعفه عليك وعلى الإسلام، فقال عمر للمغيرة بن شعبة اذهب أنت يا مغيرة فأنت والى على أهل الكوفة، لأنك فاجر قوى ومن هنا أجمع العلماء أن الحاكم الفاجر القوى أفضل فى قيادة الأمم من الحاكم الضعيف التقى، لأن الإسلام ليس فى حاجة لتسبيح أمام المفسدين بل هو فى حاجة لسيف لما يقوم به المخربون فهؤلاء المخربون لابد أن يعاملوا بمثل ما فعلوه بالضبط إن قتلوا يقتلوا وأن سرقوا قطعوا وأن أخافوا السبيل نفوا من الأرض نفيا.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 12/03/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com