قال الصحفى والكاتب الأمريكى الأكثر شهرة بوب وودوارد إن شخصية كبيرة جدا فى البيت الأبيض هددته بشأن انتقاده لموقف إدارة الرئيس باراك أوباما من التخفيضات التلقائية فى الإنفاق الحكومى، وقال له "ستأسف على ذلك".

وقال وودوارد فى مقابلة مع برنامج "غرفة الأحداث سيتويشن رووم" على شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن المسئول قال له بشكل واضح جدا "سوف تأسف على القيام بذلك"، وأشار إلى أنه لن يفصح عن اسم هذه الشخصية الكبيرة جدا، إلا أنه أوضح أنه لا يشعر بالارتياح إزاء إبلاغ البيت الأبيض لأحد المراسلين الصحفيين بأنه سيأسف على القيام بشىء يؤمن هو به.

وكان وودوارد قد اتهم فى مقالة افتتاحية نشرت فى نهاية الأسبوع الماضى إدارة أوباما بأنها أول من اخترع موضوع التخفيضات التلقائية ثم غيرت موقفها وقالت إن أى صفقة لتجنبها يجب أن تشمل إيرادات جديدة جنبا إلى جنب مع التخفيضات المتفق عليها.

ويقول الديمقراطيون إن التخفيضات التلقائية فى الإنفاق كانت خيار اللحظة الأخيرة للخروج من أزمة عام 2011 بشأن سقف الديون الأمريكية التى أثارها الجمهوريون، ولم يكن من المفترض أبدأ تطبيقها، ولذلك فإن محاولة استبدال التخفيضات التلقائية بخفض الإنفاق وتحقيق إيرادات إضافية ليس تراجعا عما سبق أو تغييرا لما تم الاتفاق عليه.

فى المقابل قال مسئول فى البيت الأبيض إن وودوارد أساء تفسير الحديث وأنه لم يكن يقصد به أى تهديد. وقال المسئول: "بالطبع لم يكن هناك أى قصد بالتهديد.. وكما ذكر السيد وودوارد، فإن رسالة البريد الإلكترونى كانت للاعتذار عن ارتفاع الصوت واحتدام النقاش فى محادثتهما السابقة.. وأفادت بأن السيد وودوارد سيأسف على الملاحظة التى قالها بشأن التخفيضات التلقائية فى الانفاق لأن هذه الملاحظة غير دقيقة، ولا شىء أكثر من ذلك. ورد السيد وودوارد بطريقة ودية على رسالة البريد الإلكترونى التى بعث بها المساعد".

وهذه هى أحدث صفحة فى سجل العلاقة المحتقنة بين البيت الأبيض ووودوارد الذى وصف إستراتيجية الرئيس اوباما بشأن التخفيضات التلقائية فى مقابلة مع شبكة "إم إس إن بى سى" بأنها "جنون"، وقال إن الزعيم الأقوى كان سيتفادى قانون تقليص والحد من الميزانية.

يذكر أن وودووارد هو الصحفى الذى ساهم بقوة فى إسقاط الرئيس الأمريكى نيكسون بعد أن كشف من خلال تحقيقات مطولة نشرتها صحيفة الواشنطن بوست تفاصيل فضيحة ووتر جيت