تركيا: أردوغان يلوّح بورقة التأييد الشعبي لإقرار الدستور


هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برلمان بلاده بالاحتكام إلى الشعب والاستفتاء على دستور جديد حال رفض البرلمان إقراره.
وأكد أردوغان في كلمة له خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة أمس الجمعة، أن تركيا تحتاج إلى دستور جديد يلبي طموحات الشعب الذي يؤيد بقوة هذه الخطوة، محذرا من أن التأخير سيلجئ حكومته إلى الاحتكام للشعب بالاستفتاء على الدستور بحسب وكالة الأناضول للأنباء.

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن التأخر في ذلك قد يدخل تركيا فيما دخلت فيه بلاد الشرق الأوسط التي لم تقر دساتيرها بعد، لافتا إلى أن الشعب قادر على المشاركة في صياغة الدستور الجديد في البلاد.
واستغرق أردوغان في الحديث عن الدستور الحالي، الذي يعود تاريخه إلى قبل 51 عاما، وبأنه فرض بالقوة، لافتا إلى ضرورة أن يتم تعديل الدستور لرفع الحواجز، التي تعترض حريات مواطني البلاد.
واتهم خلال كلمته حزب الشعب الجمهوري المعارض في تشويه سمعة البلاد من خلال انتقاده المستمر للحكومة، مذكرا بآخر فصول تلك الإساءات والتي تجسدت في زيارة الوفد الأخيرة إلى البرتغال، وقيام رئيس الحزب كلجدار أوغلو بالإدلاء بمعلومات مغلوطة عن ضعف الاقتصاد التركي إلى نظيره البرتغالي.
وكرر أردوغان اتهامه للحزب، الذي يدافع عن النظام السوري القاتل، دون أن يبين دوافعه لذلك، وتورطه في أمور مشبوهة، مشددا على أن ذلك يثير الشبهات حول الحزب وارتباطاته، إذا استمر في صمته دون تقديم توضيحات.
وعن مرحلة إحلال السلام في البلاد، اكد أردوغان أن الحكومة عازمة على المضي قدما في وضع حد للعنف، وإتمام السلام في البلاد، لافتا إلى أن الحكومة تحملت في ذلك مخاطر كبيرة، وهي تسير في طريقها لإحلال السلام.
ودعا حزب السلام والديمقراطية الكردي المعارض، إلى تحمل مسؤولياته والمساهمة في إحلال السلام، مؤكدا أن ذلك أمر ملزم له، من أجل حل أزمة الإرهاب في البلاد، في وقت وصف تصريحات زعيم حزب الحركة القومية المعارض، "دولت باهتشلي"، بأنها "سياسة من خلال الإساءة للآخرين".
وكشف أردوغان أن حزب العدالة والتنمية نظم رحلة شملت 90 طالبا من مدينة ديار بكر، ذات الغالبية الكردية، إلى منطقة "تشانق قلعة"، التي شهدت معركة "غاليبولي" عام 1914، والتي انتهت بانتصار العثمانيين على دول الحلفاء، حيث اطلع الطلاب إلى قبور شهداء الحرب.
وأوضح أن الطلاب تعرفوا على تاريخ البلاد أكثر، وأن انطباعاتهم كانت جيدة لجهة دعم عملية السلام، مؤكدا أن حكومته تعطي هؤلاء الأطفال أقلاما وحاسبات، في وقت يعطيهم فيه الإرهابيون القنابل والأسلحة.
وتوعد اردوغان بالمضي قدما لحل أزمة الإرهاب في البلاد في مدة أقصاها عام 2023، ليكون السلام هو المسيطر بين أبناء الشعب التركي الواحد.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/02/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com