أسرار خلافات مجلس كنائس مصر


الكنائس تشترط اعتذار بيشوى.. والأرثوذكسية ترفض مناقشة موقفها من الزواج الثانى

حالة من الاضطراب تسود أروقة الكنيسة الأرثوذكسية قبيل أيام من تدشين مجلس كنائس مصر والذي سوف يترأس جلسته الافتتاحية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية المرقسية يوم 18 فبراير الجاري.

وجاء ذلك بعد كشف مصدر مقرب من البابا أن الأخير استشار بعض الأساقفة بالمجمع المقدس لاستطلاع رأيهم بخصوص رئاسته للمجلس في الفترة الأولى، وقد نصحه الأساقفة باشتراط أن يتم النص على " احترام المجلس أيا ما كان تشكيله قوانين وتقاليد وخصوصية كل كنيسة مشاركة فيه".

وتخشى الكنيسة الأرثوذكسية من مناقشة أزمة الزواج والطلاق والتي تتعنت فيها الكنيسة الأرثوذكسية وترفض إعطاء تصريح بالزواج الثاني إلا لعلتي "تغيير الدين والزنى" فيما تلتزم الكنيسة الإنجيلية بلائحة 1938 التي تنص علي الطلاق في 10 حالات ، وترفض الكنيسة الكاثوليكية الطلاق حتى في حالة الزني نفسها وتكتفي بـ "التفريق" بين الزوجين.

وأضاف المصدر، أن هناك أمورًا روحانية لن يتم مناقشتها خلال الجلسات كأسرار الكنيسة القبطية والتي لا تعترف بها الكنيسة الإنجيلية كسر الكهنوت، علاوة على إضافة الكنيسة الإنجيلية لسيدات للرسامة كـ "قس" وهو ما رفضته الكنيسة الأرثوذكسية بدعوى أن المرأة نجسة" لا يمكنها أن تترأس قداس للصلاة.

كما تشترط الكنيسة الأرثوذكسية أيضًا قبل التوقيع على اللائحة التنفيذية في أول اجتماع بالمقر البابوي بعدم إشراك كنيسة "سادسة" قبل موافقتها لخلافها مذهبيًا مع عشرات الملل المسيحية التي تكفرها الكنيسة الأرثوذكسية وتعترف بها طوائف أخرى كالبلاميس والأدفنتست "السبتيين" وغيرهم، بحسب المصدر.

وكشف المصدر أن الكنائس أبدت اعتراضاً شديداً على تمثيل الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ والبراري للكنيسة الأرثوذكسية، وقالت في رسالة لـ" البابا تواضروس "كيف نتحاور مع من قام بتكفيرنا قبل ذلك!، وطالبت باعتذار علني من الأخير قبل بدء الحوار أو ترشيح ممثل آخر للكنيسة للحوار معهم .

وقال صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية، إن يعترض على تمثيل الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ والبراري للكنيسة الأرثوذكسية بعد تكفيره لها مطالبا إياه بضرورة التقدم باعتذار علني منه قبل بدء الحوار أو ترشيح ممثل آخر للكنيسة للحوار معهم.

واعترف بالخلاف مع الكنيسة الأرثوذكسية بشأن رفضها إعطاء تصريح بالزواج الثاني إلا لعلتي "تغيير الدين والزنى"، وقال إنه خلاف قائم منذ الثمانينات وليس بجديد, مشيرا إلى أن الكنيسة الإنجيلية تسعى لحسم الخلاف داخل الكنيسة الأرثوذكسية قبل تدشين مجلس كنائس مصر.

وكشف عن وجود محاولات من الكنيسة الإنجيلية لاحتواء الأزمة داخل الكنيسة الأرثوذكسية حتى لا يكون لها أى تأثير سلبى على مجلس كنائس مصر.

يذكر أن أهداف مجلس كنائس مصر تتخلص في التنسيق بين الكنائس في القضايا المشتركة، و تفعيل الحوار الإسلامي المسيحي، إلى جانب إصدار بيانات ووثائق مشتركة تعبر عن الرأي العام المسيحي، وتدشين أنشطة تدعم الحضور المسيحي في مصر، و إقامة حوارات لاهوتية بين الكنائس.

ويتكون مجلس الكنائس من خمسة –عائلات كنائس- تتساوى أصواتها في المجلس ، وهم بطاركة ورؤساء الكنائس من العائلات "الكنائس الخمس"، في مقدمتهم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا ثيوذورس الثاني بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس، والأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، والقس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية، والمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/02/2013
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com