نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم تقريرًا ذكرت فيه أن الحرب التي تخوضها القوات الفرنسية في مالي تتطور بشكل كبير جراء تحصن الجماعات الإسلامية المسلحة داخل ملاجئها الحصينة في شمال شرق الدولة، حيث أصبحت رمزًا للتحديات المستمرة التي تواجه المساعي الدولية للتحكم في الصحراء.
وقالت الصحيفة: "نجاح القوات الفرنسية والمالية في منع الجماعات المسلحة من دخول العاصمة المالية تيمبكتو، والقرى والمدن الشمالية الأخرى، قد يمثل الجزء الأسهل في هذه العملية".
وأضافت: "الأمر الذي يدعو بشكل ملح للاهتمام حاليًا في هذه الحرب يتمحور في واحدة من إحدى السلاسل الجبلية القاسية، والأقل شهرة، وتقع في أفريقيا، وهي سلاسل جبال إدرار دي إيفوغاز، حيث شنت القوات الفرنسية ما يزيد على 20 هجمة عسكرية خلال الأيام الماضية، ومن بينها هجمات على معسكرات التدريب ومستودعات الأسلحة، كما قامت وحدات من قوات تشاد بالدخول بشكل أعمق في هذه الجبال.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسئول أنه قال: "اقتحام هذه الجبال يعد أمرًا في غاية الصعوبة على الجيوش الغربية؛ لأن القوات التشادية مثلاً لا تعرف الطرق هناك".
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: "هذه المناطق الجبلية، وعملية اختفاء الجماعات المسلحة بها، تعتبر مشهدًا آخر للمرحلة القادمة المثيرة لهذا الصراع؛ لأنها قد تصبح المكان الذي تنتهي فيه الجماعات أو المكان الذي تبدأ فيه عملية القتال من جديد".
جدير بالذكر أن مالي كانت مسرحًا للاضطرابات منذ أوائل العام الماضي، عندما قام صغار الضباط في الجنوب بانقلاب ضد الحكومة احتجاجًا على رد الحكومة الفاتر لانتفاضة الطوارق الانفصاليين في شمال البلاد، الأمر الذي أدى بعد ذلك إلى سعي الإسلاميين لفرض الشريعة على البلاد.