تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية عن الدافع وراء النهج العدواني الذي أضحت فرنسا تتخذه ولاسيما ولعها بالقتال في الأونة الأخيرة، في إشارة منها إلى تسببها في الزج بالغرب برمته نحو مواجهة خطيرة للغاية مع الإسلاميين المتشددين في شمال أفريقيا.
واستهلت المجلة الأمريكية -تقريرها الذي أوردته على موقعها الألكتروني /السبت/ - معيدة إلى الأذهان معارضة فرنسا قبل عشر سنوات لمحاولة الولايات المتحدة للحصول على موافقة من الأمم المتحدة لغزو العراق، وأشارت المجلة إلى أن فرنسا رفضت الانضمام للتحالف الذي أسسه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن منددة بالتدخل الأمريكي على الصعيد الدولي.
وتساءلت المجلة عن أسباب التغيرات التي طرأت في السياسة الخارجية لباريس عقب مرور نحو عقد من الزمان، مشيرة إلى أن فرنسا تدفع حاليا الغرب نحو مواجهة عواقبها خطيرة للغاية مع الإسلاميين في شمال أفريقيا.
ورأت المجلة أن العملية العسكرية التي تقودها القوات الفرنسة في مالي ضد المتمردين الاسلاميين بعد أن هددوا بالسيطرة على كافة أرجاء البلاد وضعت القوى الغربية في مواجهة كانوا يحاولون تجنبها قدر الإمكان في الوقت الراهن ولاسيما في ضوء النتائج العكسية التي جاءت بها تلك العملية العسكرية.
وأوضحت المجلة العملية العسكرية التي قادتها فرنسا في مالي أدت إلى عواقب وخيمة وفورية، مشيرة إلى أزمة الرهائن الذين احتجزوا على يد متشددين في الجزائر بداخل منشآة للغاز الطبيعي تسمى ب- "إن ميناس" فضلا عن مآساة سقوط العديد من الرهائن خلال محاولة الجيش الجزائري تحريرهم من خاطفيهم.
وأشارت المجلة إلى أن ذلك النوع من المواجهات تحديدا -التدخل العسكري المباشر في مالي- هو ما تخشاه الإدارة الأمريكية لما له من عواقب تهدد حياة الرعايا الأجانب في المنطقة.
وقالت (تايم) إنها ليست المرة الأولى التي تدفع فيها فرنسا الولايات المتحدة نحو الدخول في صراع في أفريقيا، مشيرة إلى أن باريس هى من وقفت وراء تصعيد تدخل قوات حلف شمال الأطلنطي في ليبيا منذ عاميين للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ورأت المجلة الأمريكية -في ختام تقريرها- أن هناك بعض الأسباب المحددة للتدخلات العسكرية التي تقودها فرنسا، بما ينطوي ذلك على علاقاتها التاريخية الاستعمارية في قارة أفريقيا.