سوريا: الثوار يصنعون الصواريخ يدويًّا في حمص


في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن دعم ثوار سوريا بالأسلحة الثقيلة لمواجهة آلة حرب النظام، لم يجد الحمصيون سبيلا للحصول على أسلحة ثقيلة وصواريخ، إلا بتصنيعها بأيديهم في ورش، معتمدين على الصواريخ التي قذفتهم بها الطائرات التابعة لجيش بشار ولم تنفجر.
وكشف تقرير من مدينة حمص السورية أنه مع تغير الظروف والمتطلبات، تحولت ورش الحدادة التي تضم مخرطة للحديد كانت تستخدم قبل الحرب لتصنيع قطع غيار السيارات القديمة المفقودة من السوق، إلى ورش لتصنيع صواريخ.
وقال عامل في إحدى هذه الورش: "نعيد تصنيع الصواريخ التي تضربنا بها طائرات الجيش السوري، لأننا نعاني نقص الذخيرة".
وأضاف: "نحن في الأصل عمال في ورش حدادة، لكننا تطوعنا لمساعدة إخواننا في التصدي للقوات التي تقصفنا وتضربنا باستمرار".
ويقم هؤلاء العمال بالاستفادة من المواد المتفجرة في الصواريخ التي لم تنفجر، فيفتحون الاسطوانات لاستخراج مادة "تي إن تي"، ثم يحشون أشكالا مخروطية بالمواد نفسها ويضعون الصواعق المتفجرة في رؤوسها لتصبح صالحة للاستخدام العسكري.
وبهذه الصواريخ التي أصبحت حرفة يدوية منزلية، ما انفك مقاتلو المعارضة يؤكدون أنهم وحدهم من يحددون مصير البلاد.

"عامل بناء" يسقط أول طائرة "ميج" لجيش بشار

تمكن قائد كتائب وألوية شهداء سوريا جمال معروف من إسقاط أول طائرة حربية من طراز "ميج" تابعة للجيش النظامي السوري، وجمال معروف كان يعمل في الأصل معاون بنَّاء، وانضم لصفوف المقاتلين السوريين قادمًا من لبنان في شهر مارس من عام 2012.

كما قام معروف في إحدى المعارك بأسر الجندي محمود، وهو تابع للقوات النظامية وخيَّره بين حرية الانضمام للجيش الحر أو الذهاب إلى ذويه، فبادره الجندي قائلاً: "أفضِّل الرجوع إلى أهلي، ومن رابع المستحيلات أن ألتحق بالجيش النظامي مرة أخرى"، ولاحقًا تم تسليم محمود إلى ذويه.

وأعطى جمال معروف تطمينات للجميع، وقال بأنهم "لا يقومون بشنِّ هجمات طائفية"، مشددًا على أنهم لا يستهدفون بيوتًا أو أشخاصًا تابعين للطائفة العلوية.

وأكد مقاتلو الجيش الحر على حاجتهم الماسة إلى المال والسلاح؛ ليخططوا ويعدوا هجماتهم، وبشائر النصر تلوح في الأفق وهم على يقين بأنهم قد ينضمون إلى قائمة طويلة من الضحايا الذين يسقطون يوميًّا برصاص قوات الأسد.

ويسود الاعتقاد في سوريا بأن الجيش الحر هو عناصر منشقة من الجيش السوري النظامي، لكن واقع الأمر على الأرض هو أن عددًا كبيرًا من المدنيين والمواطنين شكَّلوا كتائب مقاتلة دفاعًا عن أنفسهم وأهليهم وأموالهم، ثم لإسقاط نظام بشار الأسد.

ومن بين المكاسب التي حققها الثوار - على قلة عدتهم وعددهم - السيطرة على مخازن خان طومان بريف حلب، وهي تحوي كمية كبيرة من الذخيرة تقدر بملايين الدولارات، لكن طيران النظام السوري قام بشنِّ غارات على تلك المخازن وتم تدميرها؛ خشية امتلاك الثوار تلك الأسلحة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 31/12/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com