الشباب الإيراني.. من الأفيون إلى الهيروين


حذر خبراء إيرانيون من تغير أنماط تعاطي المخدرات في بلاده مع تحول المدمنين من تدخين الأفيون إلى حقن الهيروين من نوع "كراك" الأكثر خطورة، في ظل التدهور الاقتصادي الذي تمر به إيران وهو ما يعجل بهذا التحول في تعاطي المخدرات.
وذكر مدير مركز إعادة تأهيل مملوك للدورة بصفة جزئية أن ما توصل إليه من نتائج إلى الآن يظهر أن المشكلات الاقتصادية خاصة في الشهور الأخيرة قلصت أعداد المدمنين الذين يأتون إلى المركز لإعادة تأهيلهم، الأمر الذي يعني لجوء المدمنين إلى أساليب أقل تكلفة وأكثر خطوة مثل الحقن التي تكلف في العلاج منها 1.8 مليون ريال إيراني، ما يوازي 147 دولار شهريًا، وهو ما يعادل نصف دخل أسرة من الطبقة الدنيا.
كما أفاد خبراء المواد المخدرة أن التضخم أدى إلى ارتفاع أسعار المخدرات خاصة المصنعة منها مثل "الشيشة" وهي بلورات نقية من الميثامفيتامين، تكلفة الجرعة الواحدة منها ما يعادل 2.40 دولارًا، بينما يتكلف جرام الأفيون ما يعادل أكثر من أربعة دولارات.
ويشير "عباس ديلاميزادي" مدير منظمة "ريبيرث سوسيتي" غير الحكومية تساعد 140 ألفًا من المدمنين سنويًا، إلى أن استخدام المنشطات من نوع أمفيتامين بدأ منذ أربع سنوات، معربًا عن قلقه من تأثير العقوبات الاقتصادية والوضع المزري على المدمنين، حيث يرى أن ذلك قد يغير من أنماط تعاطي المخدرات لتصبح أكثر خطورة، كتعاطي حقن "الكراك" أو "الشيشة" بعد أن كانوا يدخنون الأفيون الأقل خطورة.
وتفيد تقارير رسمية أن عدد المدمنين في إيران يبلغ مليوني شخص منذ عام 2007، مع توقع بوصول العدد إلى 16 مليون حال إحصاء الأسر التي ينعكس الإدمان عليها، في حين يبلغ التعداد الكلي لإيران 75 مليون نسمة.
ويتخوف الخبراء من تزايد جرائم المخدرات بين المدمنين، حيث قد يؤدي تعاطي الـ أمفيتامين إلى قصور الذاكرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
ووفقا للتقرير العالمي للمخدرات لهذا العام، تعد إيران من البلدان التي يرتفع فيها معدل تعاطي الأفيون والهيروين، فهي مبتلاة بإدمان المخدرات والاتجار فيها منذ قرون، وتنتشر كذلك في قطاع كبير من النساء.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 28/12/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com