مصر: اليوم.. مليونيتان للإسلاميين في محيط قصر الاتحادية


دعت عدد من القوى الإسلامية إلى الاحتشاد اليوم فى مليونيتين بمحيط المنطقة القريبة من قصر الاتحادية، الأولى أمام مسجد رابعة العدوية، والثانية أمام مسجد آل رشدان تحت اسم "نعم للشرعية"، وذلك تأييدًا لما انتهى إليه الحوار المجتمعى الذى دعا إليه الدكتور محمد مرسى والإعلان الدستورى الصادر السبت. وقال بيان ائتلاف القوى الإسلامية الذي يضم عددا كبيرا من الأحزاب الإسلامية وائتلافات ثورية إن المليونيتين ستجتمعان بعد ذلك في موقع واحد سيتم تحديده وفقا لمجريات الأحداث، في إشارة إلى تهديدات المعارضين بالحشد لحصار قصر الاتحادية اليوم، بما يعني اعتزام أنصار الرئيس عدم السماح لأي حزب بمحاصرة القصر الجمهوري من جديد. وأكد البيان أن جميع الفعاليات الأخرى تظل قائمة مع المليونيتين، في إشارة إلى اعتصام آلاف المحتجين من أنصار الرئيس أمام مدينة الإنتاج الإعلامي. وقررت جماعة "الإخوان المسلمين" و"الجماعة الإسلامية" وجماعة "الجهاد" و"الجبهة السلفية" وحركة "حازمون" و17 حزبًا وحركة إسلامية، المشاركة دعمًا وتأييدًا للدكتور مرسى، فيما قاطع حزب "النور" هذه المليونية. وقال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لـ "الإخوان المسلمين"، إن الجماعة ستشارك وبقوة فى تظاهرات اليوم بالقاهرة، بالإضافة إلى تنظيم مظاهرات على مستوى المحافظات بهدف إيصال رسالة دعم وتأييد للرئيس محمد مرسى فى قراراته، مؤكدًا سلمية التظاهرات خاصة فى ظل عدم وجود نية للإسلاميين للدخول في مصادمات مع الأطراف الأخرى.

وأوضح أنه لا يعلم سببًا لرفض الاستفتاء من قبل بعض القوى الليبرالية واليسارية، على الرغم من أن مشروع الدستور بشهادة عدد كبير من الفقهاء والسياسيين من أفضل الدساتير التى وضعت على مر تاريخ مصر، معتبرًا أن الهدف الوحيد من الأزمة الحالية هو إسقاط الرئيس المنتخب وليس النقد الموضوعى لما يجرى على أرض الواقع.

فى السياق ذاته، أكد عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، مشاركة الجماعة دعمًا لقرارات الرئيس والإعلان الدستورى الجديد، الذى اعتبره متوازنًا ويوفر أداة لخروج البلاد من النفق المظلم الذى تعانى منه، لافتا إلى أن الجماعة ستعمل على دفع المواطنين على تأييد الدستور الجديد.

بينما انتقد الدكتور طارق الزمر، القيادى بـ "الجماعة الإسلامية" موقف القوى الليبرالية واليسارية التي قال إن أكثر ما تخشى منه هو الصندوق الاختبار الحقيقى لهم. وأشار إلى أن أفعالهم تنم على ذرائع للتغطية على هذا الفشل، متوقعًا أن يمر الاستفتاء بأفضل صورة فى ظل تأمين قوات الجيش والشرطة للجان الفرعية وتستمر مصر فى بناء مؤسساتها المنتخبة بمنتهى الحرية والديمقراطية.

وأعلن الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم "الجبهة السلفية" المشاركة فى مليونية اليوم لإظهار مدى احتشاد الإسلاميين دفاعًا عن الشريعة، مطالبًا جميع القوى الإسلامية بالمشاركة، حتى لا تترك الفرصة للقوى المعادية للمشروع الإسلامى للانفراد بالشارع. فيما أكد "مجلس أمناء السلفية" للمشاركة، لافتا إلى أنه سيحشد أنصاره للمشاركة الفاعلة سواء أمام مسجد آل رشدان القوات المسلحة وبعض الميادين بالقاهرة وفى المسيرات المؤيدة للدكتور مرسى.

وقال الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب "الأصالة" السلفى، إن الحزب سيشارك فى تظاهرات اليوم، لتوجده رسالة قوية إلى الرئيس محمد مرسى بأننا نؤيده فى كل القرارات، كما أننا ننتظر منه المزيد فى ظل وجود كم كبير وهائل من الفساد.

وأضاف أن الرسالة الأخرى هو أننا نؤيد الدستور القادم لأنه الخيار الأفضل ولن نتخلى عن مسئولياتنا تجاه الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن التيارات السلفية تدعم الرئيس محمد مرسى، وتخوف عفيفى من فكرة التوجه للاتحادية لأنها قد تحدث أية مصادمات مع القوى الأخرى.

واعتبر محمد أبو سمرة، وكيل مؤسسى حزب "السلامة والتنمية" الجهادى أن مشاركة الجهاديين فى هذه المليونية "نصرة لشارع الله ودعم لإنقاذ الشريعة رغم وجود تحفظات لنا على الدستور إلا أننا سنصوت له دعمًا للاستقرار وسعيًا للخروج بمصر من النفق المظلم".

وقال حازم خاطر، منسق "ائتلاف الدفاع عن الشريعة"، إن الائتلاف سينظم مسيرات من أمام عدد من المساجد إلى قصر الاتحادية، مشددًا على ضرورة أن تتسم التظاهرات بالطابع السلمى، وطالب القوى المعارضة للرئيس بترك الاتحادية منعًا للاحتكاك بهم باعتبار أنهم مازالوا معتصمين بميدان التحرير.

فى المقابل، قرر حزب "النور" السلفي عدم المشاركة في مليونية اليوم، مؤكدًا أن الإعلان الدستوري الأخير قد حل الأزمة بشكل جزئي، وأن الانشغال بالحشد للدستور والتصويت بـ"نعم" أولى من المشاركة في المليونية.

وقال الدكتور يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب "النور" إن قرار عدم المشاركة جاء بشكل مبدئي بسبب انشغال الحزب بحملة الدستور والحشد له وتأييد التصويت بـ "نعم" عليه. وأضاف: هناك جهد كبير يبذله أبناء الحزب قبل طرح الدستور للاستفتاء، مشيرًا إلى أن الإعلان الدستوري الأخير حل الأزمة بشكل جزئي. ونفى مخيون وجود تضارب في الآراء داخل الحزب، موضحًا أن النقاش مستمر وربما تتغير المواقف كل ساعة بسبب المستجدات على الساحة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/12/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com