الجزائر: بين أحزاب المعارضة والسلطة 246 بلدية ستكون مسرحا لتصفية الحسابات


كشفت النتائج الأخيرة للاقتراع أن 246 بلدية ستكون مسرحا للمواجهات وحالات انسداد بين أحزاب السلطة والمعارضة، بسبب حالات التعادل في المقاعد ووجود حالات الأغلبية النسبية للأحزاب المعارضة ضد أحزاب السلطة، وهو ما سيجعل هذه المجالس الساحة المميزة لتسوية الحسابات السياسية، خاصة بعد السقوط الحر للأحزاب المعارضة وصعود أحزاب جديدة وفي مقدمتها حزب عمارة بن يونس.

ومن خلال القراءة المتأنية لنتائج اقتراع 29 نوفمبر الماضي، نلاحظ أن حزب جبهة التحرير الوطني، يأتي في مقدمة الترتيب الخاص بحالات التعادل في المجالس الشعبية البلدية بـ 170 بلدية، متبوعا بالتجمع الوطني الديمقراطي بـ 159، الحركة الشعبية بـ 36، ثم الأفانا بـ 22، الأفافاس بـ 19 وبعدها حمس بـ 18 بلدية، الفجر الجديد بـ 17 بلدية ثم الأرسيدي بـ 12بلدية، حزب العمال بـ 15 بلدية وأخيرا تكتل الجزائر الخضراء بـ 10 بلديات فقط، المجموع 113، هذا دون احتساب الأحزاب الصغيرة الأخرى.

ومن خلال احتساب العدد الكلي لأحزاب السلطة في حالات التعادل في المجالس الشعبية البلدية، فإن عددها يقدر بـ 365، وهي الأفلان، الأرندي والجبهة الشعبية، لتبقى حصة أحزاب المعارضة في حالات التعادل 113 بلدية موزعة بين الأفافاس، حزب العمال، حمس، الأفانا الفجر الجديد والأرسيدي وهي البلديات التي ستقع فيها انسدادات لا محالة قياسا بحجم الاستياء الذي خيم على هذه التشكيلات بعد سقوطها الحر في الانتخابات الأخيرة.

وستكون هذه المجالس المحلية التي تتعادل فيها أحزاب المعارضة وأحزاب السلطة، المقدرة بـ 113، أبرز حالات الانسداد المحلي خاصة وأن صعود الجبهة الشعبية كرس هذا التوجه الذي ظهر جليا في العديد من ردود فعل المعارضة مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الاقتراع، وعزمها مواصلة مواجهة السلطة وعدم تبني أية سياسة تنسيق أو تحالف. ويضاف إلى هذا عدد المجالس الشعبية البلدية التي توجد فيها أغلبية نسبية لحزب ما، وهي النسبة التي يحددها قانون الانتخابات ما بين 35 و49 بالمائة، وهي مجالس أيضا ستكون ساحة للمعارضة، طالما أن حق الأغلبية المطلقة مغيب وستكون فيها أوراق الضغط كبيرة، ويقدر عدد هذه البلديات أيضا بـ 887 مجلس، بأغلبية لكل من الأفلان بـ 332 بلدية، متبوعا بالأرندي بـ 215 بلدية، وبعدها الحركة الشعبية بـ 47 بلدية، ليقدر إجمالي أحزاب المعارضة في هذا الصنف من حالات الأغلبية النسبية، بـ 22 أفافاس و20 بلدية لحزب العمال، 26 أفانا، 18 للفجر الجديد، 16 للتكتل الأخضر، 9 حمس والأرسيدي 22 ، ليقدر إجمالي هذه البلديات 133بلدية وهذا دون احتساب طبعا الأحزاب الصغيرة.

وإذا ما جمعنا عدد البلديات التي تتعادل فيها أحزاب المعارضة مع أحزاب السلطة فإنها تقدر بـ 113 بلدية، تضاف إليها بلديات التي تظهر فيها الأغلبية النسبية للأحزاب المعارضة فتقدر بـ 133، ليكون المجموع 246 بلدية في قبضة المعارضة وستكون مسرحا للكثير من النزاعات بين أحزاب السلطة والمعارضة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/12/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com