أمير الكويت يدافع عن الانتخابات.. لماذا؟


طالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المواطنين الكويتيين بالمشاركة فى الانتخابات الكويتية المقبلة، وشدد على أن المشاركة فى ممارسة الحق الانتخابى، هى واجب وطنى مستحق.
وقال أمير الكويت فى كلمته ظهر اليوم السبت، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ50 للمصادقة على دستور دولة الكويت: "إننا أمام مرحلة مهمة حافلة بالتحديات، ولا تحتمل التهاون والتراخى وغياب الإرادة الفاعلة".
وأضاف: "القرارات الحاسمة تستوجب حسن الاستفادة من ثمين الوقت، ووفرة الإمكانات والانصراف عن كل ما يبدد الجهود ويبعثر الطاقات إيذانا بولادة عهد إيجابى جديد، ينشده الجميع ويعيد الثقة بمؤسساتنا الدستورية، ويجسد العمل الجماعى المشترك، ويحترم الرأى الآخر على أساس سيادة القانون، وغايته التنمية الشاملة، فيما يؤدى إلى تعزيز أمننا الوطنى وإصلاح اقتصادنا الوطنى والارتقاء بالخدمات العامة".
وأكد أمير الكويت على أن مسيرة الكويت الوطنية التى لا تتكامل من غير دور إيجابى مسئول تلتزم به المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، لتجسيد الحرية المسئولة التى تصون الثوابت الوطنية، وتعززها وتنبذ الأطروحات المشبوهة، وتدفع بكل جهد هادف للإصلاح والتطوير.
وقال الشيخ صباح فى كلمته: "علينا أن ننظر إلى المستفيد الأكبر من تعريض الكويت للفوضى والقلاقل، ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى فى المحصلة النهائية، فلنتق الله فى وطننا وأهلنا و حاضرنا، إن التحدى الأكبر والأهم هو تحدى الديمقراطية، فالديمقراطية التى نريدها تعزز الأمن ولا تقوضه، تدفع الإنجاز ولا تضعفه، والحريات التى نرغب تكرس الاستقرار ولا تهدده، توحد الصف ولا تفرقه، تثرى الحوار ولا تقطعه، ولن يكن الأمن والاستقرار بديلا للحرية والديمقراطية، بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره، ولنا فيما آلت إليه الدول ذات الأنظمة الدكتاتورية خير شاهد ودليل".
وركز الصباح، على أن الدستور الكويتى جاء استشرافًا لمكانة من كرمهم الله سبحانه فى كتابه العزيز بقوله، وأمرهم شورى بينهم وتكريسا لما كان عليه أهل الكويت على مر الأجيال المتعاقبة أخوة متكاتفين تجمع بينهم وحدة الرؤية، ووشائج المصير المشترك فى إطار من الإيمان الصادق بإسلامنا الحنيف، وثوابتنا الراسخة متمسكين بقيمهم الأصيلة مجسدين روح الأسرة التى تربط بينهم.
ودعا أمير الكويت، إلى المحافظة على العمل والبرلمان الكويتى، وقال: "لقد عشنا زهاء خمسة عقود من العمل البرلمانى، بما حملته من نتائج وممارسات بحلوها ومرها، ولكى نقطف ثمار مسيرتنا البرلمانية علينا أن نصون تجربتنا بالتقييم الموضوعى، والنقد الذاتى البناء، فليس عيبا أن تشوبها بعض المثالب، ولكن العيب فى تجاهل تلك المثالب والتهاون فى إصلاحها، والتخلص منها".
وأضاف: "نعم نتفهم الاختلاف حول سبل إصلاح أمورنا، نتقبل النقد والنصح للارتقاء بمؤسساتنا، كما نرحب بل ندعو للمساءلة والمحاسبة لأى مسئول عن أى خلل، أو قصور أو اعتداء على المال العام، أو انتهاك وتجاوز القانون ونتعاون جميعا لخير ومصلحة بلدنا، فهذا همنا وهدفنا الوطنى المشترك وبصوت العقل نعالج مشاكلنا، إن تأمين مسيرتنا الديمقراطية يتطلب الاتزان فى تعاطى الأمور بالحكمة والروية، وحسن التقدير والبعد عن الانفعال والتهور، وقد شهدنا ما تعرضت له شعوب وأمم أعماها الجهل والتعصب، فعصفت بوحدتها الفتن ومزقت شملها وحاق بها الخراب والدمار".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 10/11/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com