مفكرة الإسلام في قلب الحدث.. ضحايا زواج عين دار ولحظات الوداع


مفكرة الإسلام (خاص): تم ظهر اليوم الصلاة والدفن لضحايا زواج عين دار البالغ عددهم 25 شخصا، وكان لـ"مفكرة الإسلام" حضور من خلال المشرف العام الشيخ صويان الهاجري https://twitter.com/sowayyan)) والذي نقل لنا لحظات الوداع وبعض المواقف المؤثرة.

ولفت الهاجري إلى أن الحادثة التي وقعت مساء يوم أمس تعد الأكبر بعد حادثة القديح بالقطيف على مستوى المملكة, حيث لقي 76 حتفهم في حفل عرس, وأصيب قرابة 400 آخرين.

وأشار إلى أنه تم تجهيز القبور بصورة عاجلة، مع ورود الأنباء عن عدد الضحايا مساء يوم أمس, مشيرًا إلى أن مدينة بقيق استعانت بمدينة العيون من جهة المغسلين وسيارات نقل الموتى نظرًا لكثرة الموتى.

ونوَّه إلى أن الوضع كان صعبًا في تغسيل الموتى في ظل الحروق الشديدة التي أصابتهم, حيث جرت العادة على تقبيل الناس لموتاهم, واستعظمت عليهم المصيبة لعدم قدرتهم على ذلك لقوة الحرق الذي أصاب الضحايا رحمهم الله.

وقال الهاجري: إنه تم الانتهاء من دفن امرأتين فجر اليوم, أما البقية فكانت الصلاة عليهم ظهر اليوم, مؤكدًا أن الحضور كان كبيرًا من بقيق وقراها ومدن الأحساء والشرقية ومجموعات قدمت من الكويت وقطر والإمارات.

وفي أثناء صلاة الجنازة, أشار المشرف العام على موقع مفكرة الإسلام إلى أن الصوت علا بالبكاء عند تكبير الإمام الثالثة والدعاء للموتى, وكان الموقف مؤثرًا على الحضور عندما رفعت الجثامين تباعًا، ثم رفعت على السيارات فانطلقت في خط واحد.

وعن أشد المواقف تأثيرًا, قال: إن أحد المكلومين وقف بين ثلاثة جثامين لأقاربه توضع في القبور وكل يدعوه للمساعدة في الدفن، فنظر للثلاثة فأجهش بالبكاء فلا يدري ماذا يصنع، ومن يدفن.

ولفت إلى مشهد آخر, عندما وقف أحد الصالحين بعد قبر زوجته أم عبد الله فقال: والله ما فقدنا امرأة تصنع الطعام وتقدم الشراب، ولكنا فقدنا امرأة كانت نور بيتنا، علمتنا قيام الليل عند نومنا وصيام النهار عند فطرنا.

وأكد أن صبية شاركوا في دفن أمهاتهم لم يبلغوا اثنى عشر عامًا، لافتًا إلى أنها عادة عربية قديمة يقولون: أولها مؤلم وعواقبها حميدة، ويقصد منها غرس محبة أمه في قلبه أكثر، فإذا كبَّر تذكر دفنه لأمه بيديه الصغيرتين فيزداد في محبتها وبرها.

وعن أبرز هذه المشاهد قال الهاجري: إن صغيرًا شارك في دفن أمه، ووضع حثيات على قبرها عند رأسها، فلما انتهوا من دفنها حنَّ الصغير لأمه، فرفض مغادرتها، فحرك جروح أبيه فضمه لصدره باكيًا.

وختم الهاجري حديثه بقوله: لما رأيت هذه المشاهد تذكرت أهلنا وأحبابنا في سوريا وبورما، فدعوت الله لهم بالنجاة التامة والحياة السعيدة والخلاص من طغاتهم ومجرميهم.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 31/10/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com