فاينانشيال تايمز:انقسام الثوار يثير المخاوف على سوريا بعد سقوط نظام الأسد


ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن الانقسام بين صفوف الثوار فى سوريا يثير مخاوف المراقبين، بل وحتى بعض الجماعات المقاتلة، على الأوضاع التى تصل إليها سوريا حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة، فى تعليق أوردته على نسختها الإلكترونية الجمعة، إنه رغم التوجه فى الآونة الأخيرة نحو توحيد صفوف فصائل الثوار السورية وجمعها تحت لواء واحد، إلا أنها لا تزال تصارع من أجل تكوين تحالفات لها صفة الاستقرار، حتى ولو كانت تلك التحالفات محلية، وهو ما يعزيه الكثيرون إلى اختلاف الجهات المانحة ذات الأجندات المغايرة، التى تتصارع هى الأخرى من أجل التمكين لنفسها فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى ما تقوم به الجماعات المسلحة فى سوريا الآن من تكديس الذخيرة وادخارها لما بعد الثورة، معللة ذلك بتخوف تلك الجماعات من استيلاء جماعات مسلحة أخرى - قد تكون مخالفة لها، على السلطة عقب سقوط النظام، على غرار ما حدث فى ليبيا.

وأوضحت أن الجماعات التى ساعدت فى الإطاحة بنظام العقيد الليبى الراحل، معمر القذافى لم تتمكن من حل الجماعات المسلحة الأخرى، والتى ربما تكون إحداها مسئولة عن مقتل السفير الأمريكى كريس ستيفينز فى بنغازى الشهر الماضى.

واستدلت الصحيفة البريطانية على الانقسام بين صفوف الثوار بالإشارة إلى حادث محاولة اغتيال أحد قادة الفصائل ويدعى على بيلو، والذى تعرض لإطلاق الرصاص نهاية الشهر الماضى خارج مدينة حلب، ثانى أكبر المدن السورية.

ولفتت إلى أنه عند سؤاله عن هوية من أطلق عليه الرصاص، أجاب بأنه لا يعرف تحديدا من هو، إلا أنه متأكد من أن النظام لا يمكن أن يرسل أحدا من أتباعه إلى تلك المنطقة، فى إشارة إلى اتهامه فصيلا منافسا بمحاولة اغتياله.

وفيما يتعلق بمدينة حلب، التى باتت معقلا لوحدات الثوار، أوضحت الصحيفة أن هذه المدينة العتيقة باتت تضم أطيافا شتى من الجماعات التى لا يربط بينها رابط، بدءا من السلفيين الأصوليين ومرورا بالإسلاميين المعتدلين ووصولا إلى مقاتلين غير محسوبين على تيار دينى بعينه، مشيرة إلى أن كل جماعة من تلك الجماعات لها مصادر تمويل ودعم خارجى خاص بها.

وأشارت إلى محاولة بعض الثوار السوريين فى تركيا رأب هذا الصدع فى صفوف الفصائل المتصارعة على الموارد والأراضى، بإعداد مبادرة تقضى بأن تتولى مجالس عسكرية محلية مهمة استلام الأسلحة القادمة من الخارج، وتوزيعها على الجماعات المقاتلة
المسئولة المحتاجة إلى تلك الأسلحة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/10/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com