: الابتلاء


أولاً:
اعلمي بارك الله فيك أن البلاء والاختبار والابتلاء والفتنة سنة كونية ، وهي للعبد المسلم إذا احتسبها عند الله إما محو للسيئات أو رفع للدرجات

قال تعالى: ( أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون· ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) العنكبوت:2 ـ 3 ·

وقال تعالى: (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة) القلم:17

وقال تعالى:( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير· الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) الملك: 1ـ 2 ·

وقال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين · الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون· أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة: 155ـ 157 ·

وعن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النبي 0 قال: "ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه" مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ
وعَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ 0: " من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه"رَوَاهُ الْبُخَارِي

ثانياً:
الثبات على الطاعة لها أسباب ووسائل:

قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} إبراهيم:27

وقال تعالى: {وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً * إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} الإسراء:74-75

1- المدوامة على الأعمال الصالحة وجهاد النفس على ذلك:

قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم: 27

2- مصاحبة أهل التقوى:

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله 0: "المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " .رواه أحمد

3- قراءة القرآن الكريم:

قال تعالى: (إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) الأسراء:9

وقال تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) فصلت:44

4- تدبر قصص الأنبياء وحياة الصحابة والصالحين:

قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِ) هود: 120

5- العمل في الدعوة إلى الله عز وجل:

قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين َ) فصلت:33

وقال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ) النحل:125

وقال تعالى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) الشورى: 15

6- الإكثار من ذكرالموت:

قال تعالى:( إنك ميت وإنهم ميتون)
وقال تعالى: (كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)آل عمران: 185.
وقال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) الرحمن:26

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله 0 " : أكثروا ذكر هاذم اللذات " يعني الموت

وقال عمر بن عبد العزيز: (لم أر يقيناً أشبه بالشك كيقين الناس بالموت، موقنون أنه حق ولكن لا يعملون له ،فإذا أردت الخـلاص فعليك بوصيـة رسـولك صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أوعابر سبيل".وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، خذ من صحتك لمرضك،ومن حياتك لموتك

وأخيراً مع هذا كله عليك بالدعاء:

كثرة الدعاء والابتهال إلى الله أن يثبتك:لأن الله يقول في القرآن:

قال تعالى: (رَبَّنَا لا تُزِ غ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )آل عمران:8

وهذه الآية ضمن الأدعية الخاصة التي تدعو بها في الصباح والمساء، وفي كل أوقات الاستجابة، وفي السجود
ولقد رُوِي عن النبي0 أنه كان يقول: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك، اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على دينك وطاعتك) هذا دعاء سيد الهداة صلى الله عليه وسلم يطلب من الله التثبيت فنحن أولى بالسؤال منه، فعلينا أن نسأل الله الثبات؛ لأنه هو الذي يثبتنا، مع الأخذ بوسائل التثبيت.
هذا. والله أعلى وأعلم


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 01/10/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com