يعقد حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا منذ عشر سنوات، الأحد المقبل مؤتمره العام فى أنقرة تحضيرا لخلافة رئيسه، رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وذلك على وقع صعوبات تتعلق بالنزاع الكردى والحرب الدائرة فى سوريا.

ويقف أردوغان، القائد الكاريزمى لهذا الحزب المنبثق من التيار الإسلامى الذى فاز بكل الانتخابات (التشريعية والبلدية) التى شارك فيها منذ العام 2002، أمام تحدى الفوز بولاية ثالثة وأخيرة على رأس الحزب.

ولا يسمح النظام الداخلى لحزب العدالة والتنمية إلا بثلاث ولايات رئاسية متتالية، وبالتالى سيشكل هذا المؤتمر وفق المراقبين مناسبة لظهور الأسماء المرشحة لخلافة أردوغان فى المستقبل وبروز قادة جدد.

ومن بين هؤلاء الخلفاء المحتملين، نعمان كورتولموش القائد السابق لحزب محافظ والمنضوى حديثا فى حزب أردوغان، وهو قد يتقدم إلى منصب رئيس الحزب حالما يغادر أردوغان (58 عاما) مهامه.

ومن المتوقع حصول ذلك عام 2014 تزامنا مع انتخابات الرئاسة التركية، وقد باتت الطموحات الرئاسية لأردوغان، المتهم بالتحول إلى زعيم سلطوى على الرغم من حصيلة ديمقراطية لاقت ترحيبا خارجيا، أمرا واضحا بالنسبة لكثيرين.

وقال أردوغان فى مقابلة أجراها مؤخرا: "فى ما يختص بالرئاسة، إذا ما كان هناك طلب فى هذا الاتجاه من الشعب ومن حزبى، سنرى"، ما أفسح فى المجال أمام ترشحه للانتخابات الرئاسية التى ستجرى للمرة الأولى عن طريق الانتخاب المباشر فى تركيا.

ومن شأن الدستور الجديد الذى يعده حزبه الأكثرى والمعارضة فى البرلمان تحويل النظام من برلمانى إلى شبه رئاسى، ما يكرس أردوغان كرجل تركيا القوى.

وينتظر المتابعون بترقب كبير خطاب الأحد أمام آلاف الناشطين لكونه يتركز بشكل أساسى حول النزاع الكردى، وأبدى رئيس الوزراء التركى استعداده للحوار مع المتمردين الأكراد لتطويق موجة العنف التى تضرب جنوب شرق الأناضول.

كما أن الأزمة السورية المستعرة على مشارف تركيا التى تستضيف 85 ألف لاجئ، ستحتل موقعا مهما فى تصريحات أردوغان.