ليبيا: طرد ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية من قواعدها ببنغازى


قال شهود من رويترز، إن ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الليبية طردت من مدينة بنغازى بشرق ليبيا فى احتجاج شعبى ضد الجماعات المسلحة امتد إلى الساعات الأولى من صباح اليوم.

وقال مصدر بمستشفى إن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب 20 لدى محاولة الميليشيا إبعاد المحتجين عن قاعدة محصنة بشكل كبير، وكان يمكن سماع أصوات إطلاق نار فى المنطقة قبل إجبار المقاتلين على الخروج.

وخرج أشخاص يحملون أسلحة من قاعدة ميليشيا أنصار الشريعة الخاوية المجمع الخالى فى الوقت الذى كان فيه الرجال يصفقون ويهتفون ضد الميليشيا.

وتم الربط بين ميليشيا أنصار الشريعة والهجوم على القنصلية الأمريكية فى الأسبوع الماضى والذى قتل خلاله السفير الأمريكى لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين.

وتنفى الميليشيا تورطها فى الهجوم.

ويبدو أن هذه الخطوة ضد هذه الجماعة جزء من اجتياح منسق لمقار الميليشيا من قبل الشرطة والقوات الحكومية وناشطين بعد مظاهرة جماهيرية ضد وحدات الميليشيا فى وقت سابق من اليوم.

ونزع المتظاهرون الذين كانوا يهتفون "ليبيا.. ليبيا" رايات ميليشيا أنصار الشريعة وأضرموا النار فى عربة داخل المجمع وهو القاعدة الرئيسية لهذه الجماعة فى بنغازى والتى كانت فى الماضى قاعدة لقوات الزعيم الليبى السابق معمر القذافى.

ولوح الحشد بسيوف وهو يهتفون "لا للقاعدة" و"الدم الذى نزفناه من أجل الحرية لن يضيع سدى".

وقال المتظاهر حسن أحمد،" بعد ما حدث للقنصلية الأمريكية شعب بنغازى ضاق ذرعا بالمتطرفين".

"أنهم لا يبدون الولاء للجيش، ولذلك اقتحم الناس وهم هربوا"

وقال عبد السلام الترهونى، وهو موظف حكومى وصل مع الموجة الأولى من المحتجين، إن عدة شاحنات صغيرة تحمل مقاتلى الجماعة واجهت المحتجين فى بادئ الأمر وأطلقت النار.

وقال إن اثنين من المحتجين أصيبا فى ساقيهما، وأضاف أنه بعد ذلك ركبوا شاحناتهم وانطلقوا بعيدا.

وقال إن المحتجين أطلقوا سراح أربعة سجناء وجدوهم فى الداخل.

ولدى مغادرة المحتجين مقر أنصار الشريعة تضخم الحشد ووصل عدده إلى آلاف مع توجهه صوب المقر العسكرى للميليشيا والذى كانت تتقاسمه مع جماعة أخرى.

وقال محتجون إن أفراد الميليشيا فتحوا النار لدى وصولهم وأصيب العديد من الأشخاص.

وقال الطالب سند البرانى أثناء عودته من المنطقة،" جئنا كمحتجين سلميين، وعندما وصلنا إلى هناك بدأوا فى إطلاق النار علينا.

"خمسة أشخاص أصيبوا بجوارى لقد استخدموا بنادق آلية من عيار 14.5".

وبعد دخول الحشد المجمع خرجت شاحنات للجيش الليبى من القاعدة حاملة جنود حكوميين يهللون ابتهاجاً بالنصر ويهتفون "الله اكبر".

وقام أشخاص يحملون مناجل وهراوات بسد الطريق الرئيسى الخارج من المجمع وقاموا بإيقاف السيارات لمنع اللصوص من الهروب بأسلحة ثقيلة.

وقال شاب،" دخلنا المعسكر ولم نجد أحداً، فأخذنا فقط تلك البنادق الكلاشنيكوف".

وسيطر المتظاهرون أيضا على مجمع لكتائب أبو سليم ومجمع آخر لأنصار الشريعة.

ونظم آلاف الليبيين مسيرة فى بنغازى وقت سابق الجمعة دعماً للديمقراطية ومعارضة للميلشيات الإسلامية التى تنحى الولايات المتحدة باللائمة عليها فى الهجوم على قنصليتها، ونظم مئات من مؤيدى أنصار الشريعة احتجاجاً.

ودعت مظاهرة "يوم إنقاذ بنغازى" الحكومة إلى تفكيك الجماعات المسلحة التى رفضت التخلى عن سلاحها بعد نجاح الانتفاضة الليبية بدعم من حلف شمال الأطلسى فى الإطاحة بمعمر القذافى العام الماضى.

وقال طالب الطب أحمد صنع الله (27 عاماً)،" هذا الاحتجاج هو بوضوح ضد الميلشيات، عليهم جميعا الانضمام إلى الجيش أو قوات الأمن كأفراد لا كجماعات، بغير ذلك لن يكون هناك ازدهار أو نجاح لليبيا الجديدة".

وعلى الرغم من أن المطالب الرئيسية للمتظاهرين لم تتطرق لهجوم القنصلية الأمريكية إلا أن الحادث أعطى السلطات دافعاً قوياً لحشد التأييد للحكومة.

وكان السفير الأمريكى كريستوفر ستيفنز، محبوباً فى ليبيا وأدان ليبيون كثيرون الهجوم على القنصلية على الرغم من غضبهم من الفيلم المعادى للإسلام والذى صنع فى الولايات المتحدة والذى آثار الهجوم على القنصلية.

وحمل بعض المتظاهرين لافتات بالإنجليزية تستهدف كاميرات وسائل الإعلام الأجنبية تقول،" نطالب بالعدالة من أجل ستيفنز" و"فقدت ليبيا صديقا"، وكان لآخرين وجهات نظر متفاوتة.

وقال أمجد محمد حسن، وهو مهندس اتصالات يبلغ من العمر 26 عاما،" إننى خرجت اليوم للدفاع عن بنغازى، وقتل السفير أمر منفصل تماما"، وأضاف" لا ألقى بالاً لقتل السفير لأن الأمريكيين أساءوا للنبى، إننى هنا فقط من أجل بنغازى".

وقال أبو القعاع وهو متظاهر فى مظاهرة مضادة لأنصار الشريعة أمس الجمعة، إن ستيفنز "كان يعد لدخول القوات الأمريكية ألى ليبيا".

وأضف،" وصية النبى هى طرد الكفار من أرض المسلمين ولذلك فإن المسلمين سينتصرون، وإرهاب العدو أحد مبادئ الإسلام".

وقال إنه حارب القوات الأمريكية فى العراق، حيث اعتقل وأعيد إلى ليبيا فى عهد القذافى وسجن ثلاث سنوات، وكتب على إحدى لافتات مظاهرة أنصار الشريعة" يوم إنقاذ بنغازى أم يوم إنقاذ أمريكا؟".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 22/09/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com