سوريا: إعصار الثورة السورية يجتاح دمشق


باءت كل محاولات نظام الأسد لإبعاد دمشق عن صوت الثورة بالفشل، فلا إغلاق طرقاتها نفع، ولا نشر الشبيحة ورجال الأمن بسلاحهم الكامل في شوارع العاصمة أتى بفائدة.

ووفقًا للعربية نت، فقد قُطعت شوارع الميدان كما جرت مواجهات عنيفة بين رجال الجيش الحر وجيش الأسد في حي القدم والعسالي، وخرجت تظاهرة في حي ركن الدين بساحة شمدين قريبًا من الأمن السياسي.

وأضاف المصدر أن طرقات الميدان تم قطعها أمس، وتم نشر قصاصات الأوراق في كل تلك الشوارع؛ ليتركوا مهمة جمع تلك الوريقات التي تحتوي على شعارات الثورة "سورية حرة"، "الشعب يريد إسقاط النظام" لرجال الأمن.

هذا وغطت أعلام الثورة وأصوات الهتاف "حرية للأبد غصب عنك يا أسد" على سماء الميدان، ليتدخل الأمن والشبيحة كالعادة بإطلاق الرصاص ومهاجمة البيوت ومداهمتها دون أن يكون لذلك أي دور في تراجع الناس عن التظاهر، فانتقلت التظاهرة من حي القاعة لحي الزاهرة، ومن ثم إلى قرب جامع الدقاق وإلى سوق أبو حبل.

إلى ذلك، يجري التنسيق دائمًا بين الأحياء، ويتم الاتفاق على موعد لتشتيت انتباه الأمن والشبيحة، ولا تنطلق التظاهرات في وقت واحد، وإنما يفصل بينها بعض الوقت، فإذا ما تمت مهاجمة واحدة بدأت الأخرى ليضطر رجال الأسد إلى اختصار عملية القمع والانتقال إلى مكان آخر.

وفي سياق ذي صلة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء: إن 17 ألفًا و129 شخصًا قُتلوا خلال الانتفاضة المندلعة ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ 16 شهرًا.

وقال المرصد: إن 11 ألفًا و897 شخصًا على الأقل مدنيون لكنه أضاف أنه لا يستطيع أن يجزم كم منهم أصبح من المقاتلين الذين انضموا إلى الجيش الحر, وفقًا لرويترز.وذكر المرصد أن نحو 884 منشقًّا قُتلوا خلال الحملة القمعية التي استهدفت حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع عام 2011.وقال: إن العدد الإجمالي للقتلى يشمل أفراد قوات الأمن التي مازالت موالية للأسد وقتل منها 4348 فردًا.

وقالت السلطات السورية من قبل: إن أكثر من 2600 من أفراد قوات الأمن قُتلوا لكنها لم تقدم أي إحصاء جديد منذ بضعة أشهر.

وقال مسؤولو الأمم المتحدة في أبريل نيسان: إن أكثر من عشرة آلاف قتلوا في أعمال العنف في سوريا لكنهم لم يقدموا أي تقديرات منذ ذلك الحين.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري السابق ورئيس المكتب السياسي برهان غليون قد أكد على أن المعارضة السورية فوجئت بذهاب موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان إلى دمشق ولقائه بشار الأسد، بعدما أعلن في تصريحات سابقة بشأن مسئولية النظام السوري في عدم تطبيق خطته وإقراره بفشلها.

وقال غليون: "إننا لم نطلع بعد على أي خطة أو خطوات جديدة من قبل أنان".

وأضاف غليون وفق صحيفة "الشرق الأوسط": "هل مواقف أنان تعني أن ثمة ضغوطًا جديدة يتعرض لها؟ وهل خطته المقبلة هي جزء من الجهود الروسية لإعادة النظر في الخطة السابقة أو بدء خطوات جديدة من قبل المجتمع الدولي لتجنب دفن خطة أنان والحلول السياسية التي رفضها الأسد باستمرار؟".

وحذَّر من العودة مجددًا إلى سياسة المهل الإضافية للنظام والتسويف وإضاعة الوقت، وقال: "الأمر بات مثل أغنية الشيطان، بمعنى أنه كلما أفشل الأسد خطة فتحوا له بابًا جديدًا".

وأعرب غليون عن اعتقاده بأن أية خطة أو مساع جديدة لن تؤدي إلى نتيجة؛ لأن من سيحسم هم الشباب الذين يقاتلون على الأرض، ولم تعد لديهم أوهام تجاه الحلول السياسية وتعنت النظام ووجود آليات جديدة للضغط على الأسد.

وأشار رئيس المجلس الوطني السوري السابق إلى أن الثوار مصرُّون على أن يحسموا المعركة بأيديهم، وهذه هي الطريق الصحيحة.

وأعرب غليون عن اعتقاده بأن لدى الدول التي لم تقم بواجبها تجاه الشعب السوري شعور ربما بملء الفراغ والعودة إلى نفس الطريق بانتظار تغيير لميزان القوى ميدانيًّا خلال الأسابيع المقبلة.

وجدَّد الإشارة إلى أن أية مناورة جديدة ليست ذا قيمة، وأن محاولات الروس الدخول في تسوية جديدة لن تتحقق



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 11/07/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com