اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة السودانية والمتظاهرين في أحياء عديدة في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد تصدي الشرطة للمتظاهرين الذين يعترضون على رفع الدعم، ويطالبون إسقاط النظام.
فقد اندلعت مظاهرات عنيفة عقب صلام الجمعة بمسجد الأنصار بـ"أم درمان"، حيث خرج المصلون في تظاهرة، للتنديد بالغلاء ويطالبون بإسقاط النظام وقد تصدت لهم الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع الذى طال حتى فناء المسجد، وأصاب عددا من المصلين من كبار السن والمتظاهرين باختناق.
وتفرق المتظاهرون في الشوارع المحيطة بالمسجد وأضرموا النيران وسط أحد الشوارع القريبة للمسجد ومازالت المطاردات بين المتظاهرين والشرطة مستمرة، كما تدور اشتباكات في محيط مسجد السيد علي الميرغني، في الخرطوم بحري، في الجمعة التي أطلق عليها الناشطون "جمعة لحس الكوع"، وتدور اشتباكات أخرى أمام ساحة مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في أم درمان.
وقد انطلقت اليوم تظاهرات حاشدة من مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في حي ود نوباي في مدينة أم درمان، كما نفذ مئات الطلاب من جامعة الخرطوم، احتجاجاً أمام مكتب مدير الجامعة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، الذين تقول منظمات حقوقية محلية ودولية إنهم بلغوا المئات.
وكانت المجموعات الشبابية قد دعت منذ أيام إلى الخروج من المساجد والتظاهر في كل الأماكن. وليل الأربعاء قرر حزب الأمة المعارض الانضمام إلى هذه الدعوات، من خلال اعتصام في ساحة مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي في أم درمان، وذلك احتجاجا على الغلاء وكذلك المناداة بالحرية والعودة الى الحكم الديمقراطي وإسقاط النظام.
وأفاد مصدر مقرب جداً من حزب "المؤتمر الشعبي" أن السلطات السودانية اعتقلت 5 من كوادر وقيادات حزب المؤتمر الشعبي المعارض بمدينة الأبيض شمال كردفان.
وفي خطوة لافتة، أكدت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة أن خروج الناس سلمياً حق مشروع، وأشارت إلى رفضها البطش والقمع، وفقا للعربية نت.
من جانبها قالت الحكومة السودانية على لسان علي عثمان طه، نائب الرئيس "إن الإصلاحات الاقتصادية اقتضتها الضرورة، لكنها ستكون قوة دفع جديدة في المجتمع السوداني من خلال زيادة الإنتاج"، وأشارت إلى وجود أيادي خارجية تحث على التظاهر، وقللت من أهمية الحركة الاحتجاجية، مؤكدة أنها لا تشكل البتة "نسخة جديدة من الربيع العربي".