أثار حظر السلطات الروسية لكتب دينية إسلامية بدعوى "محاربة التطرف" حالة من الغضب العارم في الأوساط الإسلامية.
وانتقد مجلس الإفتاء في روسيا بشدة قيام السلطات بحظر بعض كتب الدين الإسلامي، بحجة أنها متطرفة، معتبرًا ذلك رجعة إلى زمن سيطرة الأيديولوجية الواحدة، مثلما كان الحال إبان العهد الشيوعي السابق، وإجراءً منافيًا للديمقراطية وإنذارًا لمواطني روسيا.
جاء ذلك في بيان أصدره المجلس احتجاجًا على حكم كانت قد أصدرته مؤخرًا محكمة جزئية بمدينة أودنبرج، بشأن حظر تداول 65 كتابًا دينيًّا وتاريخيًّا من إصدارات معظم دور النشر الإسلامية في روسيا, وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأشار البيان الذي نقلته وكالة أنباء (نوفوستي) إلى أن الحكم الذي أصدرته المحكمة في جلسة سرية بدون الرجوع إلى واحد من مؤلفي أو مترجمي أو ناشري هذه الكتب تم تطبيقه وتعميمه على مكتبات بيع الكتب بمعرض الكتاب الذي أقيم مؤخرًا بمدينة (قازان) عاصمة جمهورية (تترستان) الروسية.
ودعا البيان إلى عدم مصادرة الكتب الدينية بحجة أنها قد تكون مسئولة عن شيوع مشاكل اجتماعية أو سياسية في المجتمع، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة قمع كل من ينتهك قوانين البلاد.
وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو قد قال: إن ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا أو العداء للإسلام "آخذة في الازدياد"، مجددًا تحذيره من صعود اليمين المتطرف عبر صناديق الاقتراع في بعض الدول الأوروبية.
وبحسب أوغلو في بيان له فإن "الظاهرة في صعود ودخلت بالفعل مرحلتها الثالثة"، مشيرًا إلى أن المرحلتين الأوليين هما "استغلال حرية التعبير للإساءة إلى الإسلام كما حدث في الرسوم الكاريكاتورية وفيلم فتنة" المسيئين للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، و"الثانية من خلال مأسسة العداء للمسلمين، كما جرى في الاستفتاء الشعبي الذي شهدته سويسرا وأسفر عن قرار منع بناء المآذن".
وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا أكدت فيه ازدياد حالة العداء التي تواجهها الأقليات المسلمة في بعض الدول الأوروبية وغيرها، مثل الدنمارك وهنغاريا وهولندا وأستراليا والسويد وسويسرا.
وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن حالة العداء تزداد من خلال منع ارتداء النقاب، والتوظيف الذي يستثني مسلمين، إضافة إلى حظر بناء المساجد، فضلاً عن التشريعات الداخلية التي تستهدف التضييق على المسلمين.
وحذرت العفو الدولية من تصاعد اليمين المتطرف الأوروبي عبر الانتخابات.