الشيخ الأسير مهددًا "نصرالله": ستدفع ثمن الاعتداء على السنة غاليًا


بعد بروزه في الفترة الأخيرة كأحد أقوى قيادات أهل السنة في لبنان, وجَّه إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا بلبنان الشيخ أحمد الأسير تهديدات صريحة إلى كل من الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وحمَّلهما "الأسير" مسئولية ما يتعرض له أهل السنة، وهدد نصر الله قائلاً: "ستدفع الثمن غاليًا سلميًّا بعدما جرى مع نائب إمام المسجد أمس".

وكان قد تم توقيف نائب الإمام وزوجته المنتقبة وابنته الرضيعة أربع ساعات في آلية عسكرية على حاجز مشغرة أمس، وأوضح الشيخ الأسير أنه تم توقيفهم بعد مراقبتهم من قبل عناصر من "حزب الله".

وأضاف: "هذا نموذج من كيفية التعاطي مع الرموز من أهل السنة والمتدينين"، وتعهد مهددًا بأن يدفع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومن معه ثمن ذلك سلميًّا، وأكد الأسير في تصريح له صباح اليوم لقناة الجديد الكلام أنه لن يدع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ونصر الله ينامان إذا لم يتم وقف هذه الاعتداءات قائلاً: "ما رح تنام الليل", وفقًا لفرانس برس.

يذكر أن نجم الأسير برز مؤخرًا بعد خطبه الدينية الرافضة للنظام السوري وتأييده لثورة الشعب السوري، وإطلاقه دعوة للتظاهر وسط بيروت، وإلقاء بيان بين الحشود التي استجابت لدعوته، وكذلك توجهه إلى طرابلس شمال لبنان لمساندة الطرابلسيين ضد الاعتداءات المتكررة على أهل السنة في باب التبانة من هجمات العلويين في جبل محسن.

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قد أكد أن شعبية الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله انتهت تمامًا في تونس وسائر البلدان العربية، وذلك بسبب موقفه الداعم لنظام بشار الأسد في قمع الثورة السورية.

وقال المرزوقي في مقابلة مع مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان أسانج" ضمن برنامجه "عالم الغد" على شبكة "روسيا اليوم": إن "نصر الله وأشخاصًا آخرين يعتقدون أنه بسبب وقوف سوريا ضد "إسرائيل" يمكنهم مسامحة تلك الديكتاتورية في كل شيء آخر، لكننا هنا في تونس ليست لدينا تلك المشكلة، نحن لسنا مهتمين بالصراع بين سوريا و"إسرائيل"، ما هو مهم بالنسبة إلينا هو أن الشعب (السوري) يعاني مما عانينا بقسوة منه (النظام)".

وأشار إلى أن "الدكتاتورية التي يعاني منها الشعب السوري هي بالضبط كتلك التي كانت في تونس سابقًا قبل الثورة، ولذلك نحن نشعر بأننا قريبون جدًّا من الشعب السوري".

وأضاف: "أنا بحق لا أفهم موقف نصر الله، يمكنني أن أقول لك: إن نصر الله كان محبوبًا جدًّا جدًّا بعد 2006 بسبب المعركة ضد "إسرائيل"، لكن الآن، شعبيته انتهت تمامًا هنا في تونس وفي باقي العالم العربي".

ويدافع "حزب الله" باستماتة بالغة عن نظام بشار الأسد في سوريا، جريًا على غرار نظام طهران. وتحدثت تقارير متطابقة عن مشاركة "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني بعناصرهما في قمع الثوار السوريين إلى جوار ميليشيات وعصابات بشار الأسد.

وحول رؤيته لحل الأزمة السورية، جدَّد الرئيس التونسي رفضه أي نوع من التدخل الأجنبي في سوريا أيًّا كان مصدره، وقال: "أنا أؤمن أن تسليح السوريين سيؤدي إلى حرب أهلية، أعتقد أن ذلك ليس خيارًا جيدًا... أنا لا أزال أؤمن أن الحل الوحيد لا بد أن يكون سياسيًّا، وأننا يجب أن نجد أرضية مشتركة بين المعارضة والنظام".

وكرر بأنه لا يزال يؤمن أن الحل الوحيد هو السيناريو اليمني.

وفي الموضوع التونسي، قال: إن أكثر من 30 ألف شخص تعرضوا للتعذيب في تونس في سجون النظام السابق، وأنه شخصيًّا أمضى 4 أشهر في زنزانة انفرادية، وهي تجربة وصفها بالفظيعة و"نوع من التعذيب النفسي".

وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين يتحدثون عن حقوق الإنسان بينما يعذِّبون السجناء في جوانتانامو، وقال: "حين يكون هناك تعذيب في ظل الديكتاتورية فإن ذلك يبدو طبيعيًّا، بالطبع ليس طبيعيًّا بل فظيعًا، ولكن عندما يكون لديك النوع ذاته من المشاكل في دولة ديمقراطية وعندما تواجه أناسًا ينتمون لتلك الحكومة يتحدثون عن حقوق الإنسان وما شابه يبدو لك ذلك سخيفًا".

وأضاف أنه رفض قبل 4 أعوام لقاء مسؤول في البيت الأبيض له صلة بمشكلة جوتنتانامو، وقال: "لا يمكنك أن تأخذ شخصًا على محمل الجد وهو متورط في التعذيب في بلاده ثم يأتي ليعطيك الدروس بشأن كيفية الارتقاء بوضع حقوق الإنسان في تونس".

وأكد أنه يعمل على منع حصول عمليات تعذيب في تونس، مشيرًا إلى أنه يشدد في تواصله مع قادة الشرطة والجيش على ضرورة عدم ممارسة أي نوع من التعذيب في السجون وعدم إجراء أية محاكمات غير عادلة والتزام قيم حقوق الإنسان.

وقال المرزوقي: إن الإسلاميين الذين دخلوا البرلمان في مصر وتونس يعملون وفق القواعد الديمقراطية وفازوا في انتخابات ديمقراطية، واستبعد احتمال خروجهم عن قواعد اللعبة الديمقراطية، مكررًا أن "لا خوف من الإسلاميين".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/06/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com