إسلاميو الجزائر يحذرون المصريين من "سيناريو الدم"


وصف عدد من القيادات الإسلامية في الجزائر حلَّ البرلمان المصري بـ"الانقلاب الصريح على إرادة الشعب"، محذرين من سقوط مصر في فخ العنف، كما حدث في الجزائر قبل 20 سنة.

وقال الشيخ الهاشمي سحنوني - أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة -: إن "ما حدث في مصر قبل أيام هو انقلاب صريح على إرادة الشعب، ولن يولد إلا الشر مهما قال المجلس العسكري".

وعبَّر الشيخ سحنوني عن خشيته من أن "تنزلق أكبر دولة عربية إلى مسلسل العنف، كما وقع في الجزائر، وإذا حدث هذا الأمر فستكون كارثة ليس على مصر فقط وإنما على كل الدول العربية".

وسجل المتحدث أن ما يقوم به المجلس العسكري في مصر مرفوض، موضحًا أن "وجود اختلاف في الوضع بين الجزائر ومصر حقيقة، ولكن بالنهاية حل مجلس الشعب المصري انقلاب شبيه بما حدث في الجزائر عام 1991، لأنه حتى وإن اختلفت الوسائل والطريقة فالنتيجة واحدة وهي سلب إرادة الشعب"، وفقًا للعربية. نت.

أما القيادي الإسلامي البارز الشيخ عبدالله جاب الله - رئيس حزب جبهة الحرية والعدالة - فأشار إلى وجود "إيعاز من الخارج لإيقاف الإسلاميين".

وقال: إن "حل مجلس الشعب المصري يؤشر بشكل واضح إلى وجود إرادة قوية لدى المجلس العسكري والنافذين في مصر - وبإيعاز من الخارج - لقطع الطريق أمام الإخوان المسلمين بصفة خاصة، وقطع الطريق أمام الثورة المصرية بصفة عامة".

وعبَّر الشيخ جاب الله عن حزنه لما يجري في مصر، قائلاً: "إذا نجحوا في قطع الطريق على الإسلاميين فهذا يعتبر انتكاسة في حق ما سُمِّي الربيع العربي، وهذا يزرع اليأس ويدفع دعاة التغيير لتبنِّي خيارات راديكالية قد تدخل البلاد في دوامة مشاكل، كما أنه يقوِّي حجة دعاة العنف".

ومن جهته، استبعد زعيم إخوان الجزائر الشيخ أبوجرة سلطاني أن يلجأ الإخوان إلى العنف بعد الضربة التي تلقوها من قبل المجلس العسكري، وقال: إن "الإخوان في مصر على مدى 70 سنة أو أكثر تعرضوا للعنف وهم ضحايا العنف، ولا أعتقد أنهم سيلجأون للعنف، بل المعركة ستكون سياسية".

وأضاف أبوجرة أن "الوضع في مصر معقَّد ولا يحتمل المزيد من الضغط، لا على الإسلاميين ولا على الشارع"، مشيرًا إلى أنه "في حال أفرزت الانتخابات نتائج تتفق مع اختيارات المصريين فيجب أن يكون هناك مجال لبناء رأس هرم السلطة في البلد".

وبخصوص إمكانية تكرار سيناريو الجزائر1991 في مصر 2012، أبرز الشيخ أبوجرة مجموعة من الفروقات بين الحالتين قائلاً: "في الجزائر وقتها لم تكن هناك جهة تحرس الثورة كما هو الشأن في مصر، حيث يوجد ميدان التحرير الذي يتحكم في الثوار، وفي الحالة الجزائرية أيضًا لم تكن هناك ثورة الإعلام قد بلغت ذروتها كما نعيشه اليوم، حيث وصل الميكروفون إلى الفلاحين في صعيد مصر لمعرفة آرائهم بكل شفافية".

وعمدت الحكومة في عام 1991 إلى إلغاء أول انتخابات تشريعية في عهد التعددية، كانت تشير إلى فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ على نطاق واسع، ما دفع بالبلاد إلى حرب أهلية، أسفرت عن سقوط 200 ألف قتيل بحسب الأرقام الرسمية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 17/06/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com