سوريا: الجيش الحر يهرِّب المدنيين من الحفة لإنقاذهم من الذبح


يسعى مقاتلو الجيش السوري الحر لتهريب مدنيين في بلدة الحفة بغرب البلاد محاصرين وسط قتال عنيف بين مقاتلي الثوار وعصابات بشار الأسد.
وقال ثلاثة من المعارضين خلال اتصالات هاتفية إن مئات المسلحين الذين انضموا إلى الانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 15 شهرا يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.
وعبر كوفي عنان المبعوث الدولي عن قلقه على السكان المحاصرين في الحفة وطالب بالسماح فورا لمراقبي الأمم المتحدة بدخولها, وفقا لرويترز.

وحذرت الولايات المتحدة من "مذبحة محتملة" بعد تقارير عن وقوع عمليات قتل جماعي في محافظتين قريبتين خلال الثلاثة اسابيع الماضية.
وقال مقاتلون إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف الحفة مع بدء الحصار المستمر منذ ثمانية أيام لكن هذه المناطق أصبحت الان في مرمى النيران. وذكروا ان قوات الجيش والميليشيا الموالية للاسد تحاصر المنطقة.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم ابو الودود "كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لاخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الاسر الهروب امس. نحاول اخراج كل الاسر حتى يتمكنوا من الهرب الى تركيا" على بعد 25 كيلومترا.
وتقع بلدة الحفة التي تقطنها غالبية سنية عند سفح جبال ساحلية تتركز فيها الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد.
موكب للمراقبين يتعرض لإطلاق نار:
من جهة أخرى, تعرضت ثلاث سيارت تقل المراقبين الدوليين إلى إطلاق نار بعد أن أجبرت على مغادرة منطقة الحفة حسبما افادت المتحدثة باسم البعثة سوسن غوشة في بيان. وذكرت غوشة في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه انه تم اطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة (غرب) باتجاه ادلب (شمال غرب)، مشيرة الى ان مصدر اطلاق النار لا يزال غير واضح.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى السماح للمراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة السورية، حيث تحدثت المعلومات عن تعرضها لقصف مكثف، وأعرب عن قلقه مما دعاه "تكثيفًا خطيرًا" للنزاع في سوريا.

وقال "مون" في بيان نشره مكتبه: إن "عمليات عسكرية مكثفة" قامت بها القوات الحكومية ضد مدينة حمص، وإن مروحيات قصفت مدنًا أخرى، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جانبهم، وجَّه سكان الحفة في اللاذقية نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام.

وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، كما تحدث ناشطون عن نقص مُريع للمواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للأسد.

وقد عمدت فرق من الشبيحة إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة.

في نفس السياق، يتهم الأهالي في سوريا قوات الأسد بحرق المحاصيل الزراعية والغابات في إطار سعيه لقمع الانتفاضة، بالتزامن مع القصف والمداهمات التي تتعرض لها أرياف مختلف المحافظات السورية.

وشهدت الظاهرة تصاعدًا خلال الأيام الأخيرة، حيث تعرضت مناطق في دير الزور وحمص ودرعا وإدلب وحماة وجبل الزاوية لعمليات حرق واسعة أدت لخسائر فادحة في المحاصيل الزراعية والغابات.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 13/06/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com