ليبيا: أنباء عن لقاءات سرية بين المجلس الانتقالي ورموز نظام القذافي


كشفت تقارير إخبارية اليوم الأربعاء أن القاهرة استضافت أخيرًا عدة اجتماعات سرية بين ممثلين عن المجلس الانتقالي الذي يتولى السلطة حاليًا في ليبيا وبعض رموز وكبار مسؤولي نظام العقيد الراحل معمر القذافي بهدف استئناف الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.

وطبقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية من مصادر ليبية ومصرية رفيعة المستوى، فقد التقى الشيخ علي الصلابي أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين الليبية مع علي الأحول مسؤول مؤتمر القبائل الليبية، وعبد الله بزين أحد أعيان العاصمة الليبية طرابلس، وأحمد قذاف الدم ابن عم القذافي والمنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية.

وقال مسؤول ليبي على صلة بهذه الاجتماعات للصحيفة: إن الصلابي التقى هذه الشخصيات الثلاثة في أحد فنادق القاهرة مرتين على الأقل برعاية مصرية.

وامتنع المسؤول ذاته عن كشف فحوى هذه المحادثات، لكنه لفت في المقابل إلى أنها حققت نتائج إيجابية بشكل مبدئي في انتظار استئناف الحوار مجددًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة بهدف "إنقاذ ليبيا من الانقسام والتفتت وتغليب وجهة النظر الداعية إلى مصالحة وطنية حقيقية لا تستثني أي تيار أو قبيلة في البلاد".

ولم يتضح بعد على أي أساس ستتم عملية المصالحة الوطنية في ليبيا في ظل غياب مبادرة حقيقية مكتملة، علمًا بأن بعض من التقى بهم المبعوث الليبي في القاهرة مطلوبون للعدالة الليبية ومتهمون بسرقة أموال ومحاولة إجهاض الثورة الشعبية في ليبيا.

وقد أعلن ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي أحمد قذاف الدم أنه على اتصال بالقبائل الليبية وكذلك الكتائب المسلحة لتحقيق هذه المصالحة، لكن الكل خائف بعد ما حدث.

وحسب قذاف الدم الذي غادر إلى مصر في بداية الأزمة الليبية، فإن مبادرة الحوار التي أطلقها مؤخرًا تسير، ولكنَّ هناك تخوفًا من الجانبين.

ويرى أحمد قذاف الدم - الذي عمل لفترات طويلة مبعوثًا شخصيًّا للعقيد معمر القذافي - أن المهم هو حصول توافق على المصالحة، أما من يقوم بها فليس محددًا بعد، فقد تكون الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو الجزائر أو مصر.

وقال في هذا الإطار: "علينا أن نجلس للتحاور، لا يستطيع طرف أن يلغي الآخر، لكننا مستعدون جميعًا للانحناء أمام ليبيا، لكي تتعافى ونستطيع أن نرى أملاً في مستقبل هذا الحوار، ترعاه الجامعة أو الأمم المتحدة، أو الجزائر أو مصر، نرحب بأي طرف تهمه ليبيا"، على حد قوله.

وشدد على أنه "لا أحد يزايد على أحد، الأسرى والقتلى بالآلاف، وحتى ما يخص البنى التحتية والوضع المالي الوضع سيئ، نرجو أن يعود لنا رشدنا ونقول: يجب أن تنتصر ليبيا ولم ينتصر أحد على آخر". مؤكدًا من جهة أخرى على أن من أخطأ في حق ليبيا يجب أن يحاكم، ويجب أن تكون المحكمة عادلة بعد انتخاب حكومة شرعية.

وصرح قذاف الدم أنه خرج من ليبيا بمحض إرادته ومستعد للعودة إليها في أي وقت، لأنه لم يرتكب شيئًا يخجل منه على حد قوله، مشيرًا إلى خوفه من أن "تدخل البلاد في مرحلة لا نستطيع بعدها إلا اللوم، لأنه لا يمكن لليبي أن ينحني لآخر، وهذا العناد أوصلنا لهذه المرحلة. الآن أرى أنه لا يوجد من هو مطمئن على الوضع في ليبيا ولا يوجد شخص مستقر، والصورة غير واضحة وقاتمة".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 30/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com