الجزائر: "طاب جناني" عبارة من بوتفليقة.. تستفز الجزائريين


أضحت عبارة "طاب جناني" - وتعني في اللغة العامية الجزائرية كلمة "تعبت" أو "هرمت" - واحدةً من أشهر العبارات التي يتداولها الجزائريون منذ ظهورها لأول مرة في خطاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

وانتشرت عبارة "طاب جناني" كالنار في الهشيم بين الجزائريين، وبقدر ما منحت عبارة "طاب جناني" الرنانة التعاطف مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، خصوصًا أنه قالها في سياق رغبته في التنحي عن الحكم، بقدر ما أطلقت سيولاً من التنكيت لدى فئات واسعة من الجزائريين تعبت منذ عقود في تحصيل حقوقها في مجالات السكن والعمل.

حيث قالها بوتفليقة في معرض حديثه عن التعب الذي يكون قد نال من جيل الثورة، لكن الانتخابات عكست مقولته وكرَّست فوز الحزب الحاكم منذ الاستقلال "جبهة التحرير الوطني".

وعلى شبكة الإنترنت، وجدت العبارة الشهيرة "طاب جناني" رواجًا كبيرًا، فأنشأ بعضهم صفحات تخلِّد هذه العبارة، ومنها صفحة "طاب جناني والشعب يعاني".

أما في السياسة، فكان لعبارة "طاب جناني" وقع خاص، في ظل النتائج المفاجئة التي حصل عليها الحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني"، والتي تعاكس تمامًا حديث بوتفليقة عن ضرورة تنحي جيل الثورة وتسليم الحكم للشباب.

وقال خصوم الأمين العام للحزب عبدالعزيز بلخادم: إن حصول جبهة التحرير على 208 مقاعد من أصل 462 مقعدًا في البرلمان، هي نتائج تكذب أن جيل الثورة "طاب جنانه".

وفي الشارع الجزائري الذي يشهد احتجاجات مستمرة منذ فترة طويلة، استعار النقابيون عبارة "طاب جناني" للتعبير عن حالة الإعياء الشديدة من الخروج في مسيرات تطالب بتحسين الأجور، كما هو حال فئة الأطباء الذين يخوضون حربًا ضد وزير القطاع جمال ولد عباس.

ويحدث هذا في وقت يستمر الجدل حول نزاهة الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي منحت فوزًا كبيرًا لجبهة التحرير الوطني الحزب الحاكم بـ221 مقعدًا من أصل 462 مقعدًا، وهو عدد مرشح للارتفاع في حال انضمام نواب أحرار لصفوف حزب عبد العزيز بلخادم.

وقد قررت حركة مجتمع السلم الجزائرية المحسوبة على الإخوان المسلمين سحب وزرائها الأربعة من الحكومة بصفة نهائية، اعتراضًا على حدوث تلاعب في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 10 مايو الماضي، وأسفرت عن فوز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بـ221 مقعدًا من مجموع 462.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 29/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com