إخوان الجزائر ينسحبون من الحكومة احتجاجاً على التزوير


انسحب إخوان الجزائر من الحكومة بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة التي شهدت تزويرا واسع النطاق.
وقررت حركة مجتمع السلم الجزائرية، المحسوبة على الإخوان المسلمين، سحب وزرائها الأربعة من الحكومة بصفة نهائية، اعتراضاً على حدوث تلاعب فى الانتخابات التشريعية التى جرت يوم 10 مايو الماضى، وأسفرت عن فوز حزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم بـ221 مقعداً من مجموع 462.
جاء فذلك ى ختام أعمال دورة مجلس الشورى الوطنى الطارئ لحركة مجتمع السلم الليلة الماضية والتى استمرت يومين.
وقالت مصادر من داخل المجلس إن قرار الخروج من الحكومة عرض للتصويت على أعضاء مجلس الشورى، حيث وافق عليه 134 عضواً مقابل معارضة 35 عضواً كانوا يفضلون الاستمرار فى سياسة المشاركة التى عرفت بها حركة مجتمع السلم منذ 16 سنة وبالضبط عام 1996 عندما دخلت الحكومة لأول مرة بحقيبتين وزاريتين, وفقا لفرانس برس.
كما قرر مجلس الشورى مشاركة الحركة فى البرلمان القادم، حيث عرض القرار لتصويت الأعضاء الذين وافقوا بالأغلبية، حيث صوت 139 عضواً لصالحه، فى حين صوت 20 عضواً فقط لصالح قرار الخروج من البرلمان أيضا.
وقالت المصادر إن مجلس شورى حركة مجتمع السلم وافق أيضا على استمرار الحركة فى تكتل "الجزائر الخضراء" إلى جانب حركتى النهضة والإصلاح، مع دعوته إلى "مراجعة آليات عمل هذا التكتل".

وأكد 20 حزبًا عقد اجتماع الاثنين لاتخاذ موقف نهائي من المشاركة أو مقاطعة البرلمان الجديد الذي فاز بأغلب مقاعده حزبا السلطة "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي".

وقال أحد أقطاب المعارضة: "إن اجتماع الاثنين المقبل سيجمع رؤساء 20 حزبًا بمقر حزب جبهة العدالة والتنمية (التي يتزعمها المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله) من أجل التنسيق في عمل مشترك فيما بين هذه الأحزاب وتوحيد المواقف تجاه نتائج الانتخابات".

وأضاف: إن "الانتخابات التشريعية أفرغت من محتواها الاستحقاقي كما أفرغت الإصلاحات من محتواها الإصلاحي".

وكانت أحزاب المعارضة قد عقدت الأربعاء الماضي اجتماعًا أوليًّا أصدرت فيه بيانًا رفضت فيه نتائج الانتخابات "لعدم وفاء السلطة بما أعلنته من التزامات سياسية في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة ورفع تظلم إلى رئيس الجمهورية، ودعوته إلى فتح تحقيق في سير الانتخابات، ومقاطعة جلسات المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) ورفع مطالب بتشكيل حكومة وطنية تنهي ممارسات السلطة الحالية".

وقد اعتبرت جبهة القوى الاشتراكية - أقدم حزب معارض حصل على 21 مقعدًا - في بيان لها أن السلطة "راهنت على خلق مناخ سياسي يتصادم فيه الإسلاميون مع التيار المضاد من أجل إنتاج أغلبية لصالح حزب جبهة التحرير الوطني".

وقالت: "إن النتيجة التي حصلت عليها جبهة التحرير لا تمثل الواقع السياسي في الجزائر، ولا يمكن أن تشجع على الانتقال الديمقراطي، ولا يغير من حقيقة الأوضاع وطرق تسيير الشؤون العامة للبلاد".

وكانت إسبانيا قد عبَّرت عن ارتياحها لعدم فوز الإسلاميين في الجزائر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 20/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com