البحرين: إيران تهدد أمن واستقرار المنطقة


تصاعد التوتر بين دول الخليج وإيران إثر مواصلة طهران تدخلها في شؤون دوله, حيث استدعت وزارة خارجية البحرين أمس الثلاثاء القائم بأعمال سفارة إيران لدى المملكة، احتجاجًا على تصريحات إيرانية تتعلق بمشروع إقامة اتحاد بين السعودية والبحرين، واعتبرتها "تدخلاً سافرًا في شؤون البحرين".

وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أنه تم تسليم القائم بالأعمال الإيراني مذكرة احتجاج، موضحة أن وزارة الخارجية أدانت بشدة تصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، والنائب حسين علي شهرياري حول البحرين، واعتبرتها "تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للمملكة، ومساسًا صارخًا باستقلالها وسيادتها، الأمر الذي ترفضه المملكة جملة وتفصيلاً".

ودعت وزارة خارجية البحرين في بيان إيران إلى "وقف ومنع مثل هذه التصريحات، والكف عنها، والتي تسيء إلى علاقات الجوار، ولا تعبر عن حسن النوايا، ولا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات بين بلدين جارين بقدر ما تسيء لهما وتؤثر على مصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وكررت إيران الثلاثاء تصريحاتها معتبرة أن مشروع الرياض إقامة اتحاد مع المنامة قد يفاقم الأزمة في البحرين، مستخفة بذلك بتحذيرات السعودية، التي طلبت منها عدم التدخل في علاقاتها مع هذه المملكة الصغيرة في الخليج.

وحرضت صحيفة "كيهان" الإيرانية التي يشرف عليها المرشد الأعلى علي خامنئي على ضم مملكة البحرين إلى إيران بالقوة.

ووصف تقرير نشرته الصحيفة حول اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض مملكة البحرين بأنها "بضعة" من إيران، وطالبت بالعمل بقوة على ضمها، إلا أنها لم تكشف عن الخطوات العملية التي يجب اتخاذها بهذا الشأن.

وزعمت صحيفة "كيهان" في تقريرها أن الاتحاد بين السعودية والبحرين يعد "مؤامرة خطيرة"، تهدف إلى "توتير الوضع الراهن في الشرق الأوسط".

وحصلت مملكة البحرين العربية تاريخيًّا وديموغرافيًّا على استقلالها في أغسطس 1971 من الاحتلال البريطاني، وحينها طالب محمد رضا بهلوي آخر ملوك إيران بهذه الجزيرة الاستراتيجية في الخليج العربي إلا أن طهران توقفت عن هذه المطالبة إثر تصويت البحرينيين على الاستقلال بالأغلبية الساحقة تحت إشراف الأمم المتحدة.

وبالرغم من هذا التصويت، فقد زعمت صحيفة "كيهان" أن "أغلبية البحرينيين يريدون الالتحاق بإيران، فبدلاً من ضمها إلى السعودية ينبغي إعادتها إلى الوطن الأم"، بحسب تعبير الصحيفة الإيرانية.

في المقابل، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إيران الاثنين إلى عدم التدخل في العلاقات بين السعودية والبحرين اللتين تناقشان مشروعًا للوحدة بينهما.

وقال الفيصل في مؤتمر صحافي في ختام قمة لمجلس التعاون الخليجي تمحورت حول مشروع لإقامة اتحاد بين دول المجلس الست: "ليس لإيران لا من قريب أو بعيد أي دخل فيما يدور بين البلدين من إجراءات، حتى لو وصلت إلى الوحدة".

وأضاف أنه إذا كانت إيران تتطلع إلى علاقات مع دول مجلس التعاون فإنه لا يمكنها أن تتطلع إلى ذلك دون حل قضية الجزر الإماراتية.

وكانت حكومة البحرين قد أكدت أن الاتحاد مع السعودية ودولةٍ خليجية ثالثة سيعود بمنفعةٍ اقتصادية على المواطنين جراء فتح الحدود وتعزيز التجارة والسياحة.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 16/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com