أمريكا: مسلمون يحتجون على قرار أمريكي بحظر سفرهم جوًّا


يستأنف مسلمون في أمريكا قرارًا ضد حظر سفرهم جوًّا, حيث سيطلب محامون - يمثلون 15 مسلمًا في الولايات المتحدة ممنوعين من ركوب طائرات تجارية لأنهم مدرجون على قائمة أمريكية "تحظر الطيران" - من محكمة استنئاف اتحادية قبول الطعن الذي قدموه في دستورية هذا الإجراء.

وقال المدعون وهم مواطنون أمريكيون أو يتمتعون بإقامة قانونية دائمة: إنهم علموا بأن أسماءهم مدرجة على القائمة عندما منعوا من ركوب طائرة ركاب أمريكية دون إنذار مسبق، وحرموا في وقت لاحق من أي وسيلة لتقديم التماس للحكومة لرفع أسمائهم من القائمة, وفقًا لرويترز.

وقال المحامي نصرت شودري: "وضعت الحكومة هذه القائمة السرية ولا يملك الناس المدرجون على هذه القائمة أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم"، وشودري محامٍ يعمل مع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ويمثل مجموعة المدعين الذين أقاموا دعوى ضد الحكومة الأمريكية في يونيو حزيران 2010.

ووضعت قائمة "حظر الطيران في عام 2003 ويديرها مكتب مراقبة الإرهابيين بمكتب التحقيقات الاتحاد الأمريكي وتضم نحو 20 ألف شخص يعرفهم المكتب بأن لهم صلات بالإرهاب معروفة أو مشتبه فيها، وأفاد متحدث باسم الوكالة بأن حوالي 500 منهم مواطنون أمريكيون.

وينفي المدعون الذين يقيمون في ولاية أوريجون وولايات أخرى ومن بينهم أربعة محاربين قدامى في القوات المسلحة الأمريكية أن يكون لديهم أي صلات بالإرهاب. وقال شودري: "لا يشكل أي من المدعين أي تهديد لأمن شركات الطيران".

وتدفع الدعوى القضائية التي أقاموها بأن الحكومة الأمريكية انتهكت حقوقهم الدستورية في محاكمة عادلة وقانون الإجراءات الإدارية الأمريكي برفض توجيه إخطار بأسباب إدراجهم في القائمة وفي الحصول على وسيلة فاعلة لتحدي هذا القرار.

ويطلب الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إما حذف أسماء هؤلاء من القائمة على الفور أو منحهم فرصة للطعن على القرار.

ورفض قاضي محكمة جزئية في بورتلاند بولاية أوريجون الدعوى التي أقاموها وقرر أنه ليس للمحكمة اختصاص قانوني للفصل في الدعوى.

وأقام الاتحاد الأمريكي دعوى استئناف ضد هذا الحكم أمام الدائرة التاسعة لمحكمة الاستئناف الأمريكية حيث سيطلب من هيئة محكمة تضم ثلاثة قضاة يوم الجمعة أن يحددوا المكان القانوني المناسب لنظر القضية.

وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو قد قال: إن ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا أو العداء للإسلام "آخذة في الازدياد"، مجددًا تحذيره من صعود اليمين المتطرف عبر صناديق الاقتراع في بعض الدول الأوروبية.

وبحسب أوغلو في بيان له فإن "الظاهرة في صعود ودخلت بالفعل مرحلتها الثالثة"، مشيرًا إلى أن المرحلتين الأوليين هما "استغلال حرية التعبير للإساءة إلى الإسلام كما حدث في الرسوم الكاريكاتورية وفيلم فتنة" المسيئين للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، و"الثانية من خلال مأسسة العداء للمسلمين، كما جرى في الاستفتاء الشعبي الذي شهدته سويسرا وأسفر عن قرار منع بناء المآذن".

وأوضح أن "المتطرفين في العالم الإسلامي يقدمون صورة خاطئة عن الإسلام وهو ما قد يختزل الإسلام في ممارسات ليست من صلبه في شيء"، وأن "التطرف في الجهة الأخرى يتجسد في إنكار قيم الإسلام السمحة مع التركيز على المظاهر التي يقدمها المتشددون من الجانب المسلم"، حسبما نقلت وكالة أنباء البحرين.

وجاءت تصريحات أوغلو في وقت يضع فيه "مرصد الإسلاموفوبيا" بالمنظمة اللمسات الأخيرة على تقريره الخامس حول الانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات المسلمة في الغرب وبقية أنحاء العالم، ليشمل الفترة بين مايو/ أيار 2011 إلى أبريل/ نيسان 2012.

من جهة ثانية، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا أكدت فيه ازدياد حالة العداء التي تواجهها الأقليات المسلمة في بعض الدول الأوروبية وغيرها، مثل الدنمارك وهنغاريا وهولندا وأستراليا والسويد وسويسرا.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن حالة العداء تزداد من خلال منع ارتداء النقاب، والتوظيف الذي يستثني مسلمين، إضافة إلى حظر بناء المساجد، فضلاً عن التشريعات الداخلية التي تستهدف التضييق على المسلمين.

وحذرت العفو الدولية من تصاعد اليمين المتطرف الأوروبي عبر الانتخابات، مشيرة في تقريرها الذي يأتي متناغمًا مع دعوات "التعاون الإسلامي" إلى تطورات الأحداث في فرنسا.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 12/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com