سوريا: 40 قتيلاً و170 جريحًا في انفجاربن هزَّا دمشق


هزَّ انفجاران قويان صباح الخميس العاصمة السورية دمشق، ولم يعرف في الحال مصدر الانفجارين وارتفع عمودا دخان فوق العاصمة السورية التي شهدت في الأشهر الأخيرة سلسلة من التفجيرات الدامية.

وكتب التلفزيون السوري في شريطه الإخباري: "الانفجاران الإرهابيان وقعا قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي في دمشق، وأسفر عن 40 قتيلاً و170 جريحًا".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وفق وكالة فرانس برس: "المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجارين وقعا قرب مقر أمني بدمشق".

وأشار المرصد في بيان أن معلوماته الأولية تشير إلى أن "سيارة انفجرت وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة"، مضيفًا أن "عشرات الضحايا بين قتيل وجريح سقطوا في التفجيرين اللذين استهدفا أحد الافرع الأمنية في منطقة المتحلق الجنوبي في دمشق".

ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد السكان كان على مسافة 100 متر من موقع أحد الانفجارين، قوله: إنه شاهد زجاجًا محطمًا في الشارع ونساء ينتحبن، فيما أفاد آخر أن قوات الأمن أغلقت حي كفر سوسة الذي يوجد فيه مقر الاستخبارات العسكرية، وقامت بإطلاق النار في الهواء.

وقد تعرضت حمص لقصف مكثف ليلاً من قبل الميليشيات النظامية السورية، ووصف النشطاء القصف بأنه الأسوأ منذ أسابيع، ويوجد في حمص 11 مراقبًا تابعين للأمم المتحدة في محاولة لتطبيق وقف إطلاق النار.

ووقع انفجار صباح أمس الأربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في درعا "جنوب سوريا" من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، غداة إحاطة المبعوث الدولي كوفي أنان مجلس الأمن بما آلت خطته في سوريا.

وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه لإبعاد المراقبين عن الساحة ولتثبيت "مزاعمه بوجود "أصولية وإرهاب في سوريا".

وكانت صحيفة (أيدنلك) التركية قد نشرت أن العمليات التفجيرية أصبحت هي الآلية التي تمارسها عناصر المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) و"الإسرائيلية" (الموساد) لإشعال الأوضاع في دول منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنهم قد نفذوها في العراق ويطبقونها الآن في سوريا.

وقالت الصحيفة: "عملاء الموساد ووكالة المخابرات الأمريكية نفذوا وينفذون هجمات مختلفة بالعديد من الدول منها "العراق، باكستان، ليبيا"، إضافة إلى تنفيذ العديد من العمليات بالدول الأخرى".

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن رجال الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية نفذوا عمليات تفجير طالت المساجد أثناء فترة احتلال العراق لهدف تحريض الشيعة على السنة وبالعكس.

وأضافت الصحيفة: "نجح هؤلاء العملاء بهدفهم المرسوم، فأغلبية العمليات استهدفت جوامع السنة والشيعة وأعلن عن كافة التفجيرات بأنها عمليات هجمات انتحارية أو قنابل بشرية وأن منفذ العملية الانتحارية أو الهجوم الانتحاري قتل هو الآخر ولكن الحقيقة على عكس ذلك".

وقالت صحيفة (أيدنلك): "المخابرات المركزية الأمريكية والموساد تستخدمان نفس الأسلوب الآن في سوريا لمحاولة إفشال وعرقلة خطة المبعوث الأممي العربي إلى سوريا كوفي آنان حتى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى أن العمليات الانتحارية في سوريا أدت إلى عرقلة عملية وقف إطلاق النار".

جدير بالذكر أن المحللين السياسيين يرون أن العمليات التفجيرية ستزداد بالأيام القريبة القادمة في سوريا، وبدون أي شك سيكون الموساد والمخابرات الأمريكية المسئولين عن الهجمات في سوريا، وستكون العمليات التفجيرية بمثابة الشفرة لاستمرار الفوضى في سوريا.

 

المجلس الوطني السوري يكشف سر تفجيري دمشق الدمويين

كشف المجلس الوطني السوري المعارض أن النظام السوري يقف وراء تدبير انفجاري دمشق اليوم الخميس.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني سمير نشار قوله: "النظام يقف وراء هذه التفجيرات "ليقول للمراقبين: إنهم في خطر (..) وليقول للمجتمع الدولي: إن العصابات المسلحة و"القاعدة" تتجذر في سوريا".

وأضاف نشار: "إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، فلماذا لم تفجِّر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟".

وتوقَّع أن تستمر التفجيرات لاسيما في أيام الجمعة أو قبل أيام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها.

وأردف نشار: "للأسف، تأخَّر المجتمع الدولي في سوريا، يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الأعمال".

إلى ذلك ذكر التلفزيون السوري أن "نحو 40 قتيلاً و170 جريحًا إضافة إلى 8 أكياس من الأشلاء، هي الحصيلة الأولى للتفجيرين اللذين استهدفا منطقة القزاز في دمشق صباح اليوم.

من ناحيته، صرح المعارض السوري فايز سارة بأن الدم لا يجر إلا الدم والعنف لا يجر إلا العنف، وذلك تعليقًا على الانفجارين اللذين حصلاً صباح اليوم في دمشق، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إلا توقع المزيد من التفجيرات والاضطرابات والعنف والضحايا، بعد دخول الثورة السورية شهرها الخامس عشر، وكل هذه الأمور هي فاتوة الخيار الأمني الذي اعتمده النظام في سوريا".

وقال سارة في حديث لقناة "الجديد": "نهاية كل هذا العنف هي باختيار حل سياسي تكون مقدمته وقف القتل والاعتقالات وإطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي".

وعن منفذ التفجيرات التي شهدتها سوريا اليوم، أجاب سارة: "التفجيرات تتطلب تحقيقًا جنائيًّا ولجان تحقيق محايدة من خارج دوائر الصراع لمعرفة مرتكبي كل هذ الجرائم"، موضحًا أن "الأمور سياسيًّا مختلط بعضها ببعضها الآخر".

ولفت سارة إلى أن "النظام بما يملكه من آلة عسكرية هو الذي يستطيع أن يوقف العنف أو يتابعه"، معتبرًا أن خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان قد تصلح كأساس لحل سياسي خصوصًا وأن جميع الأطراف وافقت عليها ولكن شرط تنفيذ كامل بنودها"، موضحًا أنها "تخلق بيئة سياسية مناسبة لاستكمال ما صعب تنفيذه وهو وقف العنف".



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 10/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com