تونس: يهود جربة يحتجون على تصريحات النائبة بسمة الجبالي


يبدو أن تصريحات النائبة في المجلس التأسيسي بسمة الجبالي بن عايد (ترشحت عن قائمة النهضة بدائرة مدنين) التي حذرت فيها من بيع أراضي جربة الى اليهود الأجانب وحذرت من أن تصبح جربة فلسطين ثانية لن تمر في الخفاء...

حيث نددت الطائفة اليهودية في تونس بهذه التصريحات ووصفتها بـ«العنصرية والداعية إلى الفتنة». ويبدو أن قضية عدلية رفعت ضد النائبة بسمة الجبالي.

وأكد بيريز طرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة أول أمس لـ«الصباح» أن ما بدر عن النائبة بسمة الجبالي من شأنه أن يعكر الاجواء قبل أيام قليلة من زيارة الغريبة ومن شأنه أن يؤثر على الموسم السياحي رغم ما يبذله اهالي جربة على مختلف دياناتهم من محاولات ومساع لاستقدام السياح الى تونس والى الجزيرة بصفة خاصة. واضاف أن يهود تونس يحملون الجنسية التونسية لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات وبالتالي يحق لهم البيع والشراء مثلما يحق لأي تونسي آخر. ومن يشتري أرضا أو أي شيء آخر يشتريها بوصفه تونسيا وليس يهوديا. واستغرب طرابلسي «الخلفية الثقافية التي تحدثت بها نائبة في المجلس التأسيسي المفروض أن تكون أسمى وأرقى من هذا التفكير».

من جهتها نفت السيدة بسمة الجبالي لـ«الصباح» اساءتها لليهود معتبرة أن تصريحها تم تأويله في الاتجاه الخاطئ. وقالت أنها لم تشر بالمرة الى اليهود وتحتج ضد من ذهب الى تأويل مقصدها الذي يبقى مجرد نقل لآراء أهالي الجزيرة الذين بلغوها صوتهم. واضافت أن ما قصدته هو عمليات بيع غريبة ومشبوهة وممنهجة للأراضي والعقارات في الجزيرة من قبل سماسرة يتولون بعد ذلك التفويت في ما اشتروه لأجانب من جنسيات فرنسية وأمريكية. واشارت الى أن اهالي جربة يستغربون من بيع عقارات بأضعاف اضعاف سعرها الحقيقي ومن كون هذه العقارات متلاصقة تقريبا. وقالت السيدة بسمة أنها ترحب برجال الاعمال والمستثمرين لكن طريقة الشراء وأسعار الشراء هي التي تثير الشك والريبة. واكدت على أن يهود تونس هم بالأساس مواطنون تونسيون وشددت على سوء فهم مقصدها.

وكانت جزيرة جربة محور زيارتين أداهما منذ أيام كل من رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة المؤقت حمادي الجبالي اللذين زارا كنيس «الغريبة» في الجزيرة.

وأكد الجبالي خلال زيارته لجربة واشرافه على مؤتمر منظمة السياحة العالمية أن حكومته ترحب بزيارة الحجيج اليهود بعد «سنة بيضاء» ألغي خلالها «الحج» سنة 2011.

ومن جهته أشاد المرزوقي خلال زيارته إلي جربة مصحوبا بكبير الحاخامات اليهود ورئيس الجالية اليهودية في تونس إلى جانب سفيري فرنسا والمانيا في تونس، بالطائفة اليهودية الموجودة في تونس معبرا عن ادانته لكل أشكال العنف والإرهاب والتمييز ضد المواطنين اليهود في أرواحهم وممتلكاتهم ومقدساتهم في اشارة الى تفجير كنيس الغريبة يوم 11 أفريل 2002 وأسفر عن مقتل 21 شخصا من بينهم تونسيون وفرنسيون وألمان. وقد تم التطرق في هذه الزيارة إلى الضمانات الأمنية التي تعهدت الحكومة بتوفيرها لحماية الوافدين «لزيارة الغريبة».

ويذكر حسب ما أفاد به رئيس الطائفة اليهودية في جربة بيريز طرابلسي أن ألفي يهودي سيشاركون يومي 11 و12 ماي في «الحج» السنوي إلى «الغريبة».

ويعود تاريخ انشاء كنيس «الغريبة» الى سنة 566 قبل الميلاد ويُعتبر أقدم معبد يهودي في القارة الإفريقية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 02/05/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com