محذرًا من الوجود الصهيوني.. السودان: دمرنا 60% من قوات الجنوب


أكدت حكومة السودان أن الوجود الصهيوني في جنوب السودان يهدد الأمن العربي وذلك على خلفية المعارك الأخيرة التي جرت بين الجانبين.
وأوضح سفير السودان بالقاهرة كمال حسن على، أن القوات المسلحة السودانية استطاعت تدمير 60% من قوات الجيش الشعبى التى دخلت منطقة هيجليج، معتبرا أن الحركة الشعبية قد أخطأت خطأ إستراتيجيا بدخولها المنطقة.

وقال فى احتفال السفارة والجالية السودانية بتحرير منطقة هجليج مساء الأحد: إن دولة الجنوب كانت تهدف إلى خنق السودان اقتصاديا، بعدما فشلوا فى ذلك بإيقاف النفط والذى قصد منه عدم استفادة السودان من رسوم العبور، "ولكن فشلت كل مخططاتهم"، فيما حذر من أن الوجود الإسرائيلى الكثيف فى دولة الجنوب يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومى للأمة العربية بشكل عام ومصر والسودان بشكل خاص.
وأضاف السفير أن الهزيمة فى هجليج لم تكن للحركة الشعبية الحاكمة فى الجنوب فحسب، وإنما للذين يقفون من ورائها، لافتا إلى أن بعض القوى الغربية التى كانت تطالب بوقف إطلاق النار هددت بفرض عقوبات على السودان، عندما أدركوا عزم قواته المسلحة على استرداد المنطقة المحتلة، واصفا ذلك بالمنطق الغريب فى العلاقات الدولية، ومؤكدا أن أعداء السودان الذى خططوا لهذا الاعتداء الغاشم على هجليج فعلوا كل ما بوسعهم لخنق السودان وإسقاط النظام، فكان أن تدافعت جماهير الشعب السودانى، حتى المعارضة منها، للالتفاف حول حكومة بلادها والاحتشاد فى صفوف القوات المسلحة والدفاع الشعبى والمجاهدين فى نفرة واسعة، تمكنت من خلالها الخرطوم من استرداد أراضيها فى عشرة أيام، وهى التى دخلتها الحركة الشعبية بنحو 16 ألف من عناصرها.
وجدد السفير موقف حكومة السودان الرافض للسماح لنفط الجنوب بعبور الأراضى السودانية فى ظل سيطرة الحركة الشعبية على السلطة فى الجنوب، مشيرا إلى أن حقل بترول بليله بالسودان سيدخل فى إنتاج نحو 70 ألف برميل الشهر المقبل.

ووضع السودان شروطًا للتفاوض مع دولة جنوب السودان بعد استرداده مدينة هلجيج من الجيش الشعبي، فيما يقول الجنوب: إنه لم يهزم، ولكنه انسحب ولا تزال بعض قواته بالمنطقة.

وقال أمين حسن عمر - وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية - في مقابلة مع الجزيرة من الخرطوم: "إن على جوبا أن تتوقف عن الحرب ودعم الحركات المتمردة على السودان أولاً ثم تتحدث عن التفاوض".

وقد حصلت الجزيرة على صور من هجليج تظهر حرائق ودمارًا لحق بمستشفى المدينة والمنشآت النفطية، وتظهر أيضًا آثار المعارك وقتلى الجيش الشعبي في المدينة، وأكدت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد أن الجيش الجنوبي فجَّر المحطة الأولى لخط الأنابيب الناقل للنفط ما أدى إلى إشعال الحرائق فيه.

هذا وقد أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن الجيش السوداني هزم الجيش الشعبي الجنوبي، وأن الجنوب لم ينسحب من المنطقة، مؤكدًا أن الجنوب هو الذي بدأ الحرب، لكن جيش السودان هو الذي حدد نهايتها، وتحدى نظيره الجنوبي أنه إذا كان قد أصدر توجيهات لقواته بالانسحاب فليصدر لهم تعليمات جديدة بعدم الانسحاب والبقاء في المدينة.

وأشار إلى أن السودان لن يسمح بمرور نفط جنوب السودان عبر خطوط ومنشآت السودان في المستقبل "حتى ولو دفعت نصف قيمته للسودان"، مؤكدًا أن هناك مواقع لا تزال مدنسة بوجود المتمردين بها، وأنه أصدر الأوامر بتحرير كل المواقع التي تحتلها قوات الجبهة الثورية التي تقودها الحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

واتهم البشير أطرافًا بدعم حكومة جنوب السودان في مواقفها "المعادية للسودان"، متعهدًا بتحرير الأرض السودانية ومواطني الجنوب من الحركة الشعبية".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الجنوبي العقيد فيليب أغوير: إن "رجالنا لا يزالون داخل هجليج، والجيش السوداني الجنوبي لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة"، وأبرزها وقف الغارات السودانية.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/04/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com