تطمينات إيرانية للمالكي بمنع الإطاحة به من السلطة


تلقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تطمينات من حليفته طهران بمنع الإطاحة به من منصبه، بعد ورود أنباء عن توافق سياسي عراقي للإطاحة به، مقابل تولي شخصية من التيار الصدري رئاسة الحكومة.

فقد كشفت مصادر مطلعة أن المالكي طلب خلال من المسئولين الإيرانيين زيارته الحالية لطهران، التدخل لتسوية الخلافات بينه وبين زعيم "التيار الصدري" رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, الذي انضم إلى ائتلاف "العراقية" برئاسة اياد علاوي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في انتقاده ممارسات رئيس الوزراء الديكتاتورية واستئثاره بالسلطة.
وقد احتدمت الخلافات بين المالكي وبين وشركائه في الائتلاف الحاكم, ووردت أنباء عن توافق بين الأكراد والسنة وغالبية الشيعة على إطاحته, لصالح تولي قيادي من "التيار الصدري" رئاسة الحكومة, يرجح أنه قصي السهيل, الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع السنة والأكراد.
وأكدت "السياسة" الكويتية، أن المالكي حصل على تطمينات من المسئولين الإيرانيين، الذين التقاهم، بأنهم سيدعمونه حتى النهاية رئيساً للحكومة في العراق.
وكشفت أوساط مهمة في التحالف الشيعي أن المالكي أقنع الإيرانيين أن المحور التركي - السعودي - القطري يعمل للإطاحة به, ولذلك وجهت إيران الدعوة إليه لزيارتها, ووعدته بأنها لن تدخر جهداً في الضغط وحتى اللجوء إلى تهديد حلفائها في العراق لكي لا يقفوا إلى جانب المعسكر الهادف لإطاحته، على اعتبار أن استهدافه يهدف إلى تفتيت الجبهة السياسية الشيعية.
من جانبها، رجحت مصادر في ائتلاف "العراقية" الذي يتزعمه إياد علاوي أن يكون الملف السوري في صدارة الملفات التي ناقشها المالكي في إيران، مؤكدة أن هناك قلقاً مستمراً من قبل المالكي والإيرانيين على مصير نظام الأسد، و"هناك قناعة لدى الطرفين بأن سقوط الأسد سيؤدي إلى تقويض سلطة المالكي ونفوذ إيران في العراق وربما يمهد لربيع إيراني يطيح نظام ولاية الفقيه".
وأشارت المصادر إلى أن مرافقة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض للمالكي في زيارة طهران، يعطي إشارة، قوية إلى أن التنسيق العراقي - الإيراني يتطور لدعم نظام الأسد, بسبب المخاوف من فشل مبادرة كوفي أنان، ثم الذهاب إلى حل عسكري, قد يبدأ بدعم المعارضة السورية بالسلاح وينتهي بشن غارات جوية على قوات الأسد.
وكشفت المصادر أن الاتفاقيات بين دمشق وطهران تسمح بإرسال إيران قوات مسلحة لإنقاذ نظام الأسد، اذا ساءت الظروف أكثر على الارض في مواجهة الثورة واي تدخل خارجي, مشيرة إلى أن بعض الأطراف القريبة من المالكي تؤيد هذه الخطوة وان الأخير ربما ناقش هذا الخيار مع المسئولين الايرانيين.
يذكر أن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي أبقت على العلاقة القوية مع حليفها في سوريا، رغم المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري، ولا تزال إيران تدعم نظام الأسد بالسلاح والمقاتلين والأموال اللازمة لإطالة أمد بقائه وإتمام سيطرته على الأوضاع في البلاد، كما ذكرت تقارير إخبارية أن إيران هي من تدير المشهد الحالي في سوريا، خوفًا من سقوط سوريا بيد المسلمين السنة.
وكشفت بعض وسائل الإعلام عن وجود أكثر من 15 ألف عنصر من عناصر الحرس الثوري الإيراني في سوريا، بخلاف عناصر "حزب الله"، حيث يرجح البعض أنه ينشر أكثر من 3 آلاف مقاتل في سوريا


كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 23/04/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com