وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ ( 1 ) نفي الصَلب والقيامة


الحمد لله رب العالمين الولي القدير خالق الخلق منزل التوراة والانجيل مرسل الأنبياء والمرسلين
وأصلي وأسلم على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله النبي الأمين صلى الله عليه وسلم

صاحب الإعجاز مبلغ القرآن الكريم من رب العالمين
أما بعد
يحتفل في بقاع الأرض شرقاً وغرباً النصارى بإختلاف طوائفهم ونِحلهم كما يدعون بعيد القيامة وليس هذا بعجيب عليهم.
ولكن العجب وكل العجب أن ترى فئه من الذين طَمس الله على قلوبهم وعقولهم يُشاركونهم هذه الإحتفالات.
فما حقيقة هذا العيد المزعوم

عيد القيامة
أوعيد الفصح أو أحد القيامة ويسمى أيضا يوم القيامة يتم الاحتفال بقيامة المسيح عليه السلام من بين الاموات وهذا ما يؤمن به أتباعه بعدما مات المسيح على الصليب في سنة 27-33 بعد الميلاد
عيد القيامة بين اليهود والنصارى
عيد القيامة عند النصارى هوالاسم العبري لعيد الفصح، الذي هو عيد اليهود، حيث يوجد ربط بين عيد الفصح وعيد القيامة. يعتمد عيد القيامة على عييد الفصح عند اليهود ليس فقط في بعض من معانيه الرمزية
ولكن أيضاً في موقعه في التقويم، حيث ان العشاء الأخير الذي قام به السيد المسيح مع تلاميذه قبل صلبه يمثل عشاء الفصح حسب ما مذكور في الاناجيل الأزائية الثلاثة في العهد الجديد من الكتاب المقدس (متى ، مرقس ، لوقا). يختلف إنجيل يوحنا في احداثه الزمنية حيث يكون وقت ذبح الحملان لعيد الفصح هو عند موت المسيح ولكن يعتبر بعض الدارسين ان لها ارتباط تاريخي بذكر الأحداث التي كانت تجري. هذا ما يضع العشاء الأخير قبل حدوث عيد الفصح بقليل، أي في الرابع عشر من شهر نيسان حسب تقويم الكتاب المقدس العبري حسب الموسوعة الكاثوليكية
"إن عيد القيامة عند المسيحيين هو بمثابة عيد الفصح عند اليهود".
عيد القيامة عند نصارى الشرق :
يعتبر عيد القيامة من اهم الاحتفالات الدينية عند الشرقيين والارثذوكسيين الشرقيين ايضا . فاي احتفال في التقويم حتى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح يعتبر عيد ثانوي مقارنة بعيد قيامة المسيح .
نرى ذلك في البلدان الذي يشكل الارثذوكس النسبة الغالبة من سكانها ولا يعني هذا ان الاعياد الاخرة غيرمهمة ..عيد القيامة هو تحقيق رسالة المسيح على الارض لهذا يتم ترنيم هذه الكلمات( المسيح قام من بين الاموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور )
يقوم الارثذوكس إضافة الى الصوم بإعطاء الصدقات والصلاة في زمن الصوم الكبير وكذلك بالتقليل من الاشياء الترفيهية
والغير مهمة وتلغى يوم الجمعة الالام فيتم الاحتفال حوالي الساعة 11 مساء من ليلة سبت النور ،اليوم التالي لا يوجد ( ليتروجيا )
اي طقس ديني لان الاحتفال قد تم به ليلا ..
تناقض الأناجيل في قضية الصلب
تعد قضية الصلب من القضايا الشائكة في العقيدة النصرانية ولقد أثارت جدلاً واسعاً في الذكر الكنسي، وتميل معظم الاتجاهات اللبرالية الحديثه لدى المفكرين الغربيين إلى رفض ذلك لما فيه من تناقضات جوهرية في كل مراحل القاضية ومنها:
اختلف النصارى الأوائل في صلب المسيح: اختلفوا فيه كحادث فقال بعضهم:ما صلب المسيح ولكن صلب أحد تلاميذه، كذلك اختلفوا في الصلب لنظرية تتكلم عن الفداء والخلاص، فرفضه الرافضون
وقالوا: إن الإنسان يعتمد على ركيزتين اثنتين هما: إيمان بالإله الواحد خالق الأكوان ، وعمل صالح يثبت ذلك الإيمان ويصدقه، وما عدا ذلك فهو ضلال وضياع.
اختلفت روايات الأناجيل الأربعة في أحداث الصلب: فقد اختلف الرواة في مقدمة الأحداث مثل قصة مسح جسد المسيح بالطيب ، وقصة خيانة يهوذا وفي العشاء الأخير وكيفية التحضير له وتوقيته ودور يهوذا،
وما قيل عن شك التلاميذ الذي تنبأ المسيح بوقوعهم فيه في تلك الليلة وأحداثها. وكذلك اختلفوا في المحاكمات وأعدادها وزمانها ومكانها، كما اختلفوافي قصة إنكار بطرس، وكان الخلاف حادا في الصلب وأحداثه
وأخطر خلاف وقع هو ما قيل عن توقيت الصلب ويومه فقد تأرجح ذلك بين يوم الخميس والجمعة واختلفوا في الصلب وفي الدفن .
اختلفت الروايات التي ذكرت عن نهاية يهوذا، وإن كانت قد أنتقلت على أنه هلك في أعقاب حادث الصلب وفي ظروف غامضة
في شتى المناسبات رأينا أن المسيح يرفض كل محاولة لقتله يقول لليهود(لماذا تطلبون أن تقتلوني) وعند المحاكمة كان المقبوض عليه يقول لمحاكميه: (إن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني )
بل في النزع الأخير نجد ذلك المصلوب يصرخ في يأس وحسرة قائلا ( إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ) وفي تنبؤات المسيح يقول بنجاته من القتل قوله: (ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا).
وأما عن تنبؤات المزامير بنجاة المسيح من القتل فقد ظهرت الحقيقة بأوضح ما تكون مؤكدة جميعها نجاة المسيح
( لأن الرب يحفظه ويحميه ويغتبط في الأرض ولا يسلمه إلى مرام أعدائه)، وكذلك قال المزمور على لسان المسيح
(لا أموت بل أحيا.. على الوت لم يسلمني أما يهوذا الخائن فإنه سقط في الهوة التي صنع يرجع تعبه على رأسه وعلى همته يهبط ظله)
وذلك لأن ( الرب قضاء أمضى: الشرير يعلق بعمل يديه) لقد صلب يهوذا فهكذا تنبأ المزامير
وقد تم الكتابة في هذه القضية بالتفصيل في موضوع " القناديل في أختلاف الأناجيل " ولله الحمد والمنه
نفي الصلب من الأناجيل والمزامير:
المسيح عليه السلام لم يصلب : " لأن المعلق ملعون من الله " التثنية 21:23 .
" إذ صار لعنة لأجلنا " غلاطية 3 : 13
أليس معنى اللعنة الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى ؟ أيرضى الله سبحانه وتعالى بذلك لابنه ؟ "
كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب " المزمور 34 : 19
" إن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه " إشعياء 53 : 10
إذا كان عيسى هو المسيح عليه السلام فهو لن يقتل كما تنص هذه الجملتين" لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك "
فكيف تمكنوا من صلبه؟-إنجيل متى الإصحاح 4 : 6 + إنجيل لوقا الإصحاح 4 : 10
من أقوال المسيح عليه السلام :-" ما جئت لأنقض بل لأكمل " إنجيل متى الإصحاح 5 : 17 -
إن قال المسيح عليه السلام ذلك فهو إذن جاء ليثبت ما جاء قبله ولم يأت ليصلب قال المسيح عليه السلام يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا "
إن هذا دليل على أن زكريا عليه السلام هو آخر نبي يُقتل وإلا فلم لم يقل إلى دمي ؟ إنجيل متى الإصحاح 23 : 35 – 36.
وإذا اختلفوا في من الذي صُلب فكيف يثبتون بأن المسيح قبر وقام من قبره بعد ثلاثة أيام كما يدعون؟
القرآن الكريم ونفي الصلب
لقد نفى القرآن الكريم وربنا العظيم مزاعم أهل الباطل وما يعتقدون .
ولقد قصدت أن أقوم بالنقل من كتبهم أولاً ليس من باب التفضيل أو التقديم حاشى وكلا
ولكن من باب مقارعتهم بالحجة والبيان من كُتبهم التي يَحملونها ويعتقدون فيها ويترنمون بها.
قال تعالى:( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء: 157ـ158
قال أهل التفسير:
ومعنى اختلافهم قول بعضهم إنه إله , وبعضهم هو ابن الله . قاله الحسن : وقيل اختلافهم أن عوامهم قالوا قتلنا عيسى . وقال من عاين رفعه إلى السماء : ما قتلناه . وقيل : اختلافهم أن النسطورية من النصارى قالوا :
صلب عيسى من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته . وقالت الملكانية : وقع الصلب والقتل على المسيح بكماله ناسوته ولاهوته . وقيل : اختلافهم هو أنهم قالوا : إن كان هذا صاحبنا فأين عيسى ؟ !
وإن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ؟ ! وقيل : اختلافهم هو أن اليهود قالوا : نحن قتلناه ; لأن يهوذا رأس اليهود هو الذي سعى في قتله . وقالت طائفة من النصارى : بل قتلناه نحن . وقالت طائفة منهم : بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه .
وقال تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) النساء: 159
قال ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة : ليس أحد من أهل الكتاب اليهود والنصارى إلا ويؤمن بعيسى عليه السلام إذا عاين الملك
ولكنه إيمان لا ينفع ; لأنه إيمان عند اليأس وحين التلبس بحالة الموت فاليهودي يقر في ذلك الوقت بأنه رسول الله
والنصراني يقر بأنه كان رسول الله
وروي أن الحجاج سأل شهر بن حوشب عن هذه الآية فقال : إني لأوتى بالأسير من اليهودوالنصارى فآمر بضرب عنقه
وأنظر إليه في ذلك الوقت فلا أرى منه الإيمان فقال له شهر بن حوشب : إنه حين عاين أمر الآخرة يقر بأن عيسى عبد الله ورسوله فيؤمن به ولا ينفعه ; فقال له الحجاج : من أين أخذت هذا ؟ قال : أخذته من محمد ابن الحنفية ; فقال له الحجاج : أخذت من عين صافية .
وروي عن مجاهد أنه قال : ما من أحد من أهل الكتاب إلا يؤمن بعيسى قبل موته فقيل له : إن غرق أو احترق أو أكله السبع يؤمن بعيسى ؟
فقال : نعم !
وقيل : إن الهاءين جميعا لعيسى عليه السلام ; والمعنى ليؤمنن به من كان حيا حين نزوله يوم القيامة . وروى يزيد بن زريع عن رجل عن الحسن في قوله تعالى : " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته "
قال : قبل موت عيسى ; والله إنه لحي عند الله الآن ; ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون.
وقال تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَاكُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) آل عمران: 55
قال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى : " إني متوفيك ورافعك إلي " على التقديم والتأخير ; لأن الواو لا توجب الرتبة .
والمعنى : إنى رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء . وقال الحسن وابن جريج : معنى متوفيك قابضك ورافعك إلى السماء من غير موت ; مثل توفيت مالي من فلان أي قبضته .
وقال صلى الله عليه وسلم لما سئل : أفي الجنة نوم ؟ قال : ( لا النوم أخو الموت , والجنة لا موت فيها ) . أخرجه الدارقطني .
وذكر أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال : لما أراد الله تبارك وتعالى أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وهم اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال لهم : أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي
ثم قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم فقال أنا . فقال عيسى : اجلس
ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا . فقال عيسى : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال أنا . فقال نعم
أنت ذاك . فألقى الله عليه شبه عيسى عليه السلام . قال : ورفع الله تعالى عيسى من روزنة كانت في البيت إلى السماء . قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبيه فقتلوه ثم صلبوه , وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به
فتفرقوا ثلاث فرق : قالت فرقة : كان فينا الله ما شاء ثم صعد إلى السماء , وهؤلاء اليعقوبية .
وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه , وهؤلاء النسطورية . وقالت فرقة : كان فينا عبد
الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه إليه , وهؤلاء المسلمون . فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها , فلم يزل الإسلام طامسا
حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فقتلوا
فأنزل الله تعالى : " فآمنت طائفة منبني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا " الصف : 14 أي آمن آباؤهم في زمن عيسى " على عدوهم " بإظهار دينهم على دين الكفار " فأصبحواظاهرين " .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن
القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ) .
وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما )
ولا ينزل بشرع مبتدإ فينسخ به شريعتنا بل ينزل مجددا لما درس منها متبعا .
كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) .
وفي رواية : ( فأمكم منكم ) . قال ابن أبي ذئب : تدري ما أمكم منكم ؟ . قلت : تخبرني .
قال : فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم .
وللحديث بقية في السلسلة



كاتب المقالة : الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ النشر : 11/04/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com