الجزائر: الأحزاب السياسية تخسر أقوى حلفائها التقليديين عشية الحملة الانتخابية


لاتزال تداعيات الإفراج عن قوائم تشريعيات 10 ماي القادم تزلزل أثقل الأحزاب، التي هيمنت على الساحة السياسية في الجزائر وتعصف بحظوظها في التربع على عرش البرلمان القادم بعد حرمانها من رضى أكبر التنظيمات التي تمردت بعد إقصاء قياداتها من الترشح للتشريعيات القادمة.
تعيش أكبر الأحزاب السياسية في الجزائر حالة من الخوف والترقب قبل أسبوعين من انطلاق الحملة الانتخابية، التي تؤكد كل المعطيات أنها ستكون حامية الوطيس بالنظر إلى العدد الكبير للأحزاب المشاركة في الاستحقاقات، وإصرار الإسلاميين، الذين تكتل بعضهم، لقطع الطريق على أحزاب السلطة التي فرضت منطق الأغلبية في البرلمان لسنوات طويلة واكتساح البرلمان القادم، خاصة وأن الضمانات التي قدمها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستحقاقات القادمة فتحت أبواب الأمل عند من قاطع المجلس الشعبي الوطني وصناديق الاقتراع لما يزيد على 20 سنة، لتغيير تضاريس الخارطة السياسية في الجزائر، خوف ينبع في الأساس من الانشقاقات التي تعيشها قواعدها النضالية بعد الإعلان عن قوائم مرشحيها وفي وقت تدرس فيه كل الأحزاب السياسية عشية الانتخابات، التي لا يفصلنا عنها إلا أسبوعين، سبل استقطاب الناخبين فقدت أكبر الأحزاب السياسية في الجزائر أبرز حلفائها التقليديين من التنظيمات الثقيلة بعد إقصاء قادتها من قوائم الترشح، بعد قرار البعض الخلع والبعض الآخر الطلاق، فيما فضل البعض الآخر مزيدا من “السوسبانس”.
بلخادم ضحى بصويلح لعيون التجار.. والاتحاد لايزال يتدلل
أكدت مصادر مطلعة من بيت اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أقصى الأمين العام لاتحاد التجار، صالح صويلح، من الترشح تحت عباءة الأفلان بناء على طلب قياديين بارزين في الاتحاد الذين راسلوا قيادات أكبر الأحزاب السياسية لعدم ترشيح قيادييها ليتفرغوا للعمل النقابي، في وقت اشتدت فيه الحرب بين قيادات الأفلان ومناضليه لدخول السباق، فضل بلخادم عدم المغامرة بإقحام صويلح الذي وعده بالدعم، خاصة على مستوى العاصمة كما حدث في التشريعيات السابقة مع زياري، لكي لا يؤلب الجناح المناوئ له، خاصة وأن الاتحاد سيجتمع 7 أفريل المقبل بولاية سطيف - التي تحتل المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المقاعد - للفصل في القوائم التي سيدعمها في التشريعيات القادمة. وقالت ذات المصادر إن الأمين العام لاتحاد التجار قبل دخوله في مفاوضات مع عبد العزيز بلخادم للحصول على مراتب متقدمة له وللمقربين منه باسم الاتحاد في قوائم الحزب العتيد حاول تأسيس حزب سياسي لكن مساعيه باءت بالفشل لرفض عدد من التجار تحويل الاتحاد إلى حزب سياسي وعدم رغبة الآفلان في فقدان أكثر من 1.5 مليون صوت.
وأضافت ذات المصادر “رغم أن اتحاد التجار نجح في فرض منطقه على عبد العزيز بلخادم في إقصاء صويلح، مازال يتدلل ويؤكد للإعلام أنه لن يدعم حزبا واحدا بل مجموعة قوائم وأنه لن يزكي البرامج بل الأشخاص، لأن كل البرامج مستنسخة من برنامج الرئيس”.
عليوي ناقم على بلخادم .. وإقصاء ممثل أكثر من مليون فلاح لن يمر بردا وسلاما
أكدت مصادر مطلعة بالحزب العتيد أن الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، لم يهضم إقصاءه من قوائم تشريعيات 10 ماي رغم تلقيه ضمانات من الرجل الأول في الآفلان، عبد العزيز بلخادم، لترؤس قائمة ولايته وضمان مقعد في البرلمان القادم. واستمد علوي ثقته من الوزن الكبير الذي يتمتع به الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين الذي يضم في صفوفه أزيد من مليون فلاح ظلوا أوفياء لارتباطاتهم التاريخية منذ كانت جبهة التحرير الوطني تحتكر الحياة السياسية في الجزائر.
وقالت ذات المصادر إن الخبر نزل على عليوي وعلى قيادات التنظيم المحسوب على الآفلان كالصاعقة، وأعلن لمقربين منه دعم الحركة الانقلابية ضد الأمين العام للحزب الذي أقصى المناضلين الفعليين وراهن على وجوه لا تتمتع بشعبية كبيرة في ولاياتها ما يرهن حظوظ الآفلان الذي أنهكته الانشقاقات والتصدعات، خاصة مع حالة الغليان التي تعيشها محافظات العديد من الولايات بعد الإفراج عن قوائم المترشحين التي أفقدت توازن حتى القياديين الذين كانوا يستميتون في الدفاع عن بلخادم وسياسته.
نورية حفصي تخلع أويحيى .. والأرندي يحرم خدمات الاتحاد النسوي
في خرجة غير منتظرة ببيت أحمد أويحيى، الذي ظل يفرض الانضباط داخل الأرندي ويطرد كل من يتعنت حتى وإن كان من المؤسسين، أعلنت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، شق عصا الطاعة والتمرد على الحزب بعد الكشف عن قوائم التشريعيات، ما يحرم التجمع الوطني الديمقراطي من خدمات واحد من أثقل التنظيمات النسوية القادرة على صنع الفارق، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع الغريم التقليدي جبهة التحرير الوطني والإسلاميين الذين قرر ثلاثة منهم التحالف للحاق بركب إسلاميي تونس والمغرب. و ما يثير الاستغراب أكثر الجرأة الكبيرة للمسؤولة الأولى في الاتحاد النسوي، وما صرحت به في الندوة الصحفية الأخيرة الأسبوع الماضي حول طريقة تسيير أويحيى للأرندي واتهامه بالديكتاتورية وفرض نظام الثكنات، في وقت اكتفى فيه من طلق الأرندي سابقا بالحديث عن اختلاف في وجهات النظر بينهم وبين القيادة كما حدث مع الطاهر بن بعيبش الذي يدخل التشريعيات بحزب جديد لتذهب القيادية في الارندي بعيدا بالتأكيد أن الثورة مؤجلة إلى ما بعد التشريعيات.
سلطاني فشل .. وقيادات في الاتحاد تنزع العباءة الحزبية في التشريعيات
تسربت معلومات خلال إعداد قوائم مترشحي تكتل الجزائر الخضراء الذي يضم في صفوفه ثلاث تشكيلات سياسية عن صفقة بين رئيس حركة حمس أبو جرة سلطاني و الرجل الأول في الاتحاد الطلابي الحر تقضي بترشيح الأخير في مرتبة متقدمة في العاصمة مقابل الموافقة على تصدر وزير الأشغال العمومية عمر غول قائمة العاصمة واستمرار الدعم، خاصة وأن العاصمة تملك 37 مقعدا بالغرفة السفلى والحظوظ كبيرة. غير أن صراع تشكيل القوائم بين أحزاب التحالف الإسلامي لم تمكن خليفة الراحل الشيخ محفوظ نحناح لفرض منطقه وإدراج الرجل الأول في الاتحاد الطلابي الحر في مراتب متقدمة بالعاصمة كما جرى عليه الاتفاق لحليف ظل وفيا لعرابته طويلا، لكن المصالح قطعت حبل الود في ظل تمسك قيادات في الاتحاد الطلابي الحر بالدخول إلى البرلمان بقوائم حرة للتنعم بالحصانة والامتيازات التي تسيل اللعاب، مراهنا على ثقل التنظيم وامتداداته في كل جامعات الجزائر، حيث فضل غالبية قياداته الدخول في قوائم حرة عبر الولايات. وأكدت لنا مصادر من بيت الاتحاد الطلابي الحر، أن ترشح بعض أعضائها في قوائم مستقلة تم بقرارات ارتجالية ولا علم لمجلس الشورى بها، مؤكدة أنها كانت ترغب في دخول التشريعيات لكن ليس كديكور فقط وإنما في مراتب متقدمة وهذا ما عجز سلطاني عن تكريسه على أرض الواقع بسبب الصراعات التي شابت عملية إعداد القوائم.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 01/04/2012
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com